صدر للناقد عبد اللطيف البازي، عن منشورات وزارة الثقافة (2010)، كتاب بعنوان «أفلام...وأفلام. مقاربات عامة وأخرى مقارنة لإنتاجات سينمائية مغربية». يتوزع الكتاب إلى قسمين: قسم يتضمن دراسات تمحورت حول أفلام مغربية أنتجت خلال العقد الأخير («الملائكة.. لا تلحق فوق الدارالبيضاء»،»الراقد»،»ماروك»، «السيمفونية المغربية»،»ألف شهر»، «النظرة»، «لولا»، «في انتظار بازوليني»،...). وقد سعت هذه الدراسات إلى تحليل الأفلام المذكورة وإضاءة طبيعة استثمارها للموضوعات المطروقة، ورصد نمط الاستمتاع الذي تقترحه علينا في ارتباط بالعوالم التي تشيدها و في ارتباط بجماليتها وبخطاباتها الخفية و نوعية العلائق التي تنسجها مع مجتمعها ومع السياق التاريخي الذي أنتجت فيه. أما في الجزء الثاني، وقد سبق نشره مستقلا، فنجد دراسات التقت في إدراجها لبعض الأعمال السينمائية المغربية («البحث عن زوج إمرأتي»، «باي باي سويرتي»، «علي زاوا»، «العيون الجافة»، «السر المطروز»، ...) ضمن سلسلة إبداعية كونية وذلك عبر مقارنة هذه الأعمال بإنتاجات سينمائية آتية من ثقافات وقارات أخرى (الولاياتالمتحدةالأمريكية، إيران، فرنسا...) إستنادا إلى فكرة تقول إن المقارنة هي من أفضل الوسائل لتبين مكامن الضعف ومواطن التفرد في أي إبداع فني. في التقديم الذي وضعه المؤلف للكتاب نقرأ التساؤل التالي: « هل تساهم السينما المغربية، ولو بشكل طفيف، في صياغة وجداننا الجمعي وفي تشكيل ذائقة تدل علينا؟ «. أما المقاربة المتبناة في التحليل فتنطلق من قناعة تعتبر أن من المفترض في النقد « أن يصاحب العمل الفني ويفك بعض مستغلقاته ويحث المتلقي على التمسك بحماسته الأولى وبدهشة التماس الأولى مع القاعة المعتمة، كما أن بإمكان هذا النقد أن يكون نافذة مفتوحة على العالم وأن يغني التجربة الجمالية والحياتية لقرائه». واستباقا لمن قد يتساءل عن جدوى تخصيص كتاب للسينما يجيب التقديم كما يلي:» إن الإبداعات السينمائية تجعلنا أكثر انتباها لما يعتري ذواتنا من تبدلات ولما يعتري الكون من شحوب ولما يخبئه لنا من مسرات. كما أن هذه الإبداعات تحثنا على الحلم وتجعلنا أكثر استعدادا لتمثل تجارب الآخرين وحيواتهم». (صورة الغلاف للفنانة J Joanna Urwin).