يعتبر الإنعاش الوطني ببوجدور المشغل الرئيسي لليد العاملة بالإقليم ، وذلك في غياب منشآت صناعية ومعامل لتصبير الأسماك وكذا ضيعات فلاحية ومقاولات إنتاجية ، وتشغيل الميناء الجديد، من هنا أصبح الإنعاش الوطني ببوجدورمصدر رزق للعديد من الأسر، من ذوي الدخل المحدود، ان لم نقل المنعدم، ائ نجد هذه المؤسسة التي أحدثت من أجل تشغيل أناس من طالبي الشغل بالمناطق النائية كالبوادي و بعض المناطق التي هي في حاجة ماسة إلى فرص الشغل .ان العديد من المدن الصحراوية تحظى بعناية خاصة من لدن الإدارة المركزية للإنعاش الوطني ، هذه الأخيرة خصصت لمدينة بوجدورأزيد من 2800 بطاقة إنعاش ، و كان أولها 1520 بطاقة منحها المغفور له الحسن الثاني لشيوخ القبائل ، و ذلك بعد عودة الإقليم الى حضيرة الوطن ، من هنا أصبحت الأقاليم الصحراوية تتوفر على حصة من بطائق الإنعاش الوطني لا تلبي حاجيات الساكنة حيت تنفق الدولة عليها عشرات المليارات سنويا في اطارمساعدات مادية تقدم لساكنةالأقاليم الصحراوية المسترجعة في شكل بطائق متعددة الأصناف و المستفيدين بالدرجة الأولى منها المسنين و العائلات التي لا تتوفر على رواتب شهرية . وبلغة الأرقام أصبحت الحصة المخصصة لبوجدور 2800، حسب مصدر مسؤول من ادارة الانعاش الوطني موزعة على ثلاثة أصناف ،الصنف الأول : البطاقة الخاصة حددت في : 2000 درهم شهريا، والصنف الثاني: البطاقة العادية ، حددت في : 1652 درهما شهريا، والصنف الثالث : نصف بطاقة حددت في 823 درهما شهريا ، لكن المهم هنا هو أن أغلب العاملين يقدمون خدمات لبعض المؤسسات وللمصالح الخارجية كالتعاون الوطني والصناعة التقليدية والشبيبة والرياضة والتعليم والصحة ، هذه المصالح المذكورة تشغل أزيد من خمسمائة عامل و عاملة ، يتقاضون أجورا شهرية على عاتق الإنعاش الوطني ، أما فيما يتعلق بالجماعات المحلية كبلدية بوجدور و جماعة لمسيد ، وجماعة اجريفية ، وكلتة زمور، تحتفظ ب : 300 عامل و عاملة ، أضف إلى ذلك 175 عاملا كحصة مخصصة لمخيمات الوحدة يتم التناوب عليها من طرف القبائل، و حينما تفرز عملية القرعة أسماء جديدة تضاف إلى لوائح الإنعاش الوطني لمدة 03 أشهر ، تسند لهم مهمة نظافة المدينة وحراسة المساحات الخضراء والاشتغال بأوراش الإنعاش الوطني ، منها ترميم شوارع المدينة و إحداث مساحات خضراء و بناء مجموعات سكنية و مرافق إدارية ، و عند نهاية كل 03 أشهر ، تعرف دائرة مخيمات الوحدة حركة دؤوبة وغير عادية من لدن الراغبين في الشغل ، حيث تتحول هذه الأخيرة إلى مكتب للتشغيل يتواجد أمامه طوابير من الراغبين في العمل ويوجد من ضمنهم شيوخ ومسنون تتجاوز اعمارهم الثمانين سنة ،وكذا نساء في مرحلة التقاعد أما الشباب اليائس فتجده يبحت عن لقمة عيش كريمة ولو بأوراش الانعاش الوطني، وفي ظل هذا الوضع ، يتم إحداث عدة وظائف يتم توزيعها على الشباب حاملي الشهادات العليا من ابناء بوجدور . أما من لم يحالفهم الحظ في التوظيف من الشباب فتجدهم يطالبون بإدراج أسمائهم ضمن اللوائح و من الذين حالفهم الحظ و شملتهم القرعة يشتغلون 03 أشهر وينتظرون ثلاث سنوات نظرا لتعدد طلبات العمل التي تفوق المئات في غالب الأحيان ، وهكذا يستمرا الوضع وتبقى دا ر لقمان على حالها و شباب المدينة تائه بين إدارة الإنعاش الوطني وعمالة بوجدور ثم دائرة مخيمات الوحدة ، وفي الأخير يلجأ غالبيتهم إلى ركوب قوارب الموت قصد الهجرة إلى الضفة الأخرى ، و تبقى المدينة غارقة في الازبال المنتشرة هنا و هناك و كذلك النقط السوداء التي تحيط بأحيائها مزعجة السكان، كما أن شاطئ المدينة في حاجة إلى النظافة والصيانة واخراج مشروعه المتعلق بوكالة تنمية الأقاليم الجنوبية الذي خصص له غلاف مالي لاحدات كورنيش جديد في وقت نجد فيه العديد من الاوراش تنجزبالمدينة ، هذا ما جعل شوارعها تعرف حالة يرثى لها نظرا للأشغال المتتالية كإنجاز و حينما نتحدث عن النظافة ، نتحدث عن العاملين بها .المدينة في حاجة إلى اليد العاملة، و الشباب العاطل يعيش الحرمان والتذمر والاستياء ، في غياب فرص العمل. علما بأن بوجدور تتوفر على مؤهلات اقتصادية لتوفير فرص الشغل للشباب العاطل بالمدينة . إن مسؤولية نظافة المدينة ملقاة على عاتق المجلس البلدي الذي كان بإمكانه أن يتكفل بنظافة المدينة وبالعاملين بها من عمال الإنعاش الوطني البالغ عددهم 180 عاملا مهمتهم نظافة المدينة ، حيث أصبح الإنعاش الوطني يستقطب اهتمام ساكنة مدينة بوجدور كما أصبح الموضوع حديث العادي والبادي في وقت نجد فيه العديد من الأصوات تطالب بحق التشغيل و أصبح الإنعاش الوطني من المؤسسات التي تشغل اليد العاملة ، علما انه احدث لامتصاص البطالة في انتظار مناصب شغل قارة ووظائف ، و يبقى شباب المدينة ينتظر افي حاجة ماسة إلى المزيد من فرص الشغل بالإنعاش الوطني وكذلك المصالح الأخرى لفتح الآفاق المستقبلية أمام الشباب الذي يعتبر العمود الفقري للمدينة و إعطائه فرصة للخروج من الوضعية المزرية التي يعاني منها. ومن ضمن المشاريع التي تنجز من طرف الانعاش الوطني ببوجدور - تهيئة مدخل المدينة - بناء حائط وقائي على مسافة 2.744 م - تزليج بعض الشوارع لمسافة 2.944 م - بناء قاعات للدراسة بمعهد التكوين المهني - بناء ستة مساكن اقتصادية بجماعة اجريفية - بناء مركز اجتماعي بجماعة لمسيد - تبليط أزقة وشوارع حي الوحدة الشطر الثاني و بالرغم من كل هذه المجهودات المبذولة من طرف الجميع، فإن اقليم بوجدور في حاجة الى المزيد من مشاريع التنمية، والمطلوب من الادارة المركزية للانعاش الوطني تخصيص المزيد من الاعتمادات الخاصة بالمشاريع التي تشرف عليها المندوبية المذكورة وذلك مساهمة منها في توفير المزيد من مناصب الشغل للتخفيف من ظاهرة البطالة التي تتسع دائرتها يوما بعد يوم.