أفادت دراسة قامت بها «مجموعة سيكما» التونسية حول حركة الإشهار بمنطقة المغرب العربي سنة 2009، أن سوق الإشهار بالمنطقة هو سوق مغربي بالدرجة الأولى، فمن بين 830.9 مليون دولار المستثمرة مغاربيا في هذا المجال (691.3 سنة 2008)، احتكر السوق المغربي لوحده 562.1 مليون دولار، أي أكثر من نصف الرقم الإجمالي، مقابل 166.2 مليون دولار للجزائر و102.6 مليون دولار لتونس.. وعزت الدراسة هذا الاستحواذ إلى كون الاقتصاد المغربي عرف في السنوات الأخيرة دينامية اقتصادية متنوعة، سمحت لسوق الأشهار بأن ينمو في السنوات الأربع الأخيرة بما قدره عشرة في المئة، خلافا للسوق الجزائري الذي مازال لم يشكل ثقلا بعد على هذا الصعيد باعتبار ارتكاز اقتصاده على الإنتاج النفطي المقيد بتوجهات «احتكارية»، في حين اعتبرت الدراسة أنه بالرغم من تطور وتنوع سوق الإشهار بتونس، فلازال هذا الأخير محدودا تؤثر فيه الكثافة السكانية الضئيلة، مقارنة مع الجارين الشقيقين المغرب والجزائرٍ. وعلى هذا الصعيد كشفت الدراسة أن التلفزيون يبقى الوسيلة الإشهارية المفضلة للمعلنين بالمنطقة، من منطلق أن ساكنة المغرب العربي تقضي، في المتوسط، ما يفوق ثلاث ساعات يوميا من المشاهدة التلفزيونية، الأمر الذي ساهم في ارتفاع مثلا مؤشر الإعلان التلفزيوني بالمغرب بحوالي تسعة عشر في المئة سنة 2009 ، استحوذت من خلاله القناة الثانية وقناة «الأولى» على النصيب الأوفر من الإعلانات، وبالتالي المداخيل. وتأتي في الدرجة الثالثة قناة «ميدي آن سات» ساهمت فيه بشكل جلي المؤسسات الاتصالاتية الثلاث. وفي تونس فإن القناة العامة «تونس 7» فتحتكر 45 في المئة من سوق الإشهار التلفزيوني، متقدمة على القناتين الخاصتين «حنبعل» (حوالي 18 في المئة) و«نسمة تي في» التي حققت نسبة (8.6 في المئة) من سوق الإشهار بفضل اهتمامها بمباريات المنتخبين المغاربيين (الجزائروتونس) في كأس أمم أفريقيا لكرة القدم بأنغولا، ونقل أطوار^لقاءات المنتخبات المغاربية بكأس أمم أفريقيا لكرة اليد بمصر، بينما الأمر في الجزائر يبقى مؤشر الإشهار لديها في التلفزيون ضعيفا نسبيا، لأن جزءا من سوق الإشهار التلفزيوني، حسب إفادة الدراسة، يتوجه نحو قنوات خليجية التي تستأثر باهتمام المشاهد الجزائري من قبيل قنوات «الإم. بي سي» و«روتانا» و «الإي آر تي» و «الجزيرة» عوض القنوات الوطنية «ان تي في» «أ 3»..، حيث يفضل بعض المعلنين الخواص شراء مساحات إشهارية.. واستخلصت الدراسة أن انفتاح وسائل الإعلام السمعية البصرية على القطاع الخاص يعتبر عاملا أساسيا لتحريك سوق الإشهار بمنطقة المغرب العربي.. ولتحقيق ذلك حثت الدراسة القنوات التلفزيونية المغاربية والشركات المعنية بالإشهار على تقديم منتوج إشهاري يعكس اهتمامات المتلقي المغاربي، لأن محتوى أغلب ما يقدم من وصلات إعلانية على قنوات أجنبية يلتقطها المشاهد المغاربي عبر أجهزة الاستقبال القنوات الفضاذية هي بعيدة كل البعد عن واقعه..