بعد تعاقب سنوات الجفاف على الأقاليم الصحراوية ، وكذا قلة التساقطات المطرية التي لم تتجاوز 20 ملمتر في السنة ، أصبحت المناطق الصحراوية مناطق متضررة من آثار الجفاف ، حيث قررت الورزارة الوصية التدخل العاجل من خلال احداث البرنامج الاستعجالي وتحديد مبالغ مالية كدعم للكسابة ومربي الماشية حدد في 50 مليون درهم . ويأتي هذا التدخل بعدما بدأت بوادر الجفاف في السنة الحالية تهدد الآلاف من قطعان الإبل بضواحي العيون وبوجدور والداخلة حيث أصبح هول الجفاف يخيم على مربيها ، ينضاف إلى ذلك معاناة مربي الماشية والفلاحين مع قلة التساقطات المطرية. البرنامج الاستعجالي الذي أعلنت عنه الوزارة الوصية لتدارك الأزمة تضمن تقديم مساعدات من الأعلاف المدعمة والمقدرة بعشرات الالآف من الأطنان وتزويد القطعان بالماء عبر صهاريج متنقلة وكذا بناء أخرى تابثة لإيصال الماء للكسابة الذين يتنقلون من أماكن إلى أخرى ، كما يجري إحداث صهاريج تابثة بنقط تمركز الكسابة بعدة مناطق نائية . إن تربية الإبل ترغم العائلات الصحراوية على مغادرة المداشر والتواجد باستمرار بالبوادىء وتكلف تربيتها العائلات الصحراوية مجهودات كبيرة من خلال البحث عن الكلأ ومصادر العلف والماء والأدوية لمحاربة الأمراض التي تصيب قطعان الابل ، ومن المخاطر التي تهدد هذه الأخيرة حقول الألغام الأرضية المضادة للأشخاص التي كانت تزرعها البولساريو حيت لا يمر يوما دون أن نسمع فقدان عشرة أو عشرين رأس من الإبل أو من يرعاها حيث تجوب هذه القطعان أرجاء الصحراء شمالا وجنوبا قاطعة مئات بل آلاف الكيليمترات انطلاقا من الساحل إلى الشرق وبالضبط المناطق المحادية للجدار الأمني حيث تتمركز القوات المسلحة الملكية التي تلعب دورا مهما لحماية ومراقبة قطعان الإبل حتى لاتسقط في حقول الألغام أو تتجاوز الجدار الأمني ليتم اصطيادها من طرف مسلحي البوليساريو ويعتبرونها غنيمة مبادرة الدولة من خلال الوزارة الوصية ستترك لامحالة ارتياحا في نفوس مربي الابل التي تجدها تائهة عبر أرجاء الصحراء تبحت عن الماء وعن الكلأ وتتواجد بكثرة على امتداد الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين العيون والداخلة مرورا ببوجدور جنوبا وبين العيون وكلثة زمور شرقا، في انتظار برامج الوزارة الوصية لدعم هذا القطاع الأمر الذي تعتبر مصدر رزق أغلب العائلات الصحراوية .