اعتقد الكثير من متتبعي البطولة الوطنية أن اللاعب عمر حاسي بات في سجل النسيان، خصوصاً بعد مروره من فترة فراغ امتدت لموسم، بعد أن غادر فريقه الأم المغرب الفاسي. لكن عزيمة اللاعب وعشقه للكرة جعلاه يعود بقوة بالرغم من عامل السن الذي لم يشكل أي حاجز في وجهه. حظي اللاعب بثقة فريق الوداد الفاسي، وكان فعلا في مستوى الثقة. حمل شارة عمادة الفريق وكتب اسمه في لائحة هدافي البطولة. عمر حاسي لاعب الوداد الفاسي كان لنا معه هذا الحوار، وأجاب عن أسئلتنا بصراحته المعهودة والابتسامة لا تفارق محياه. - ما هو شعورك وأنت تسجل الأهداف، خاصة وأنك على قائمة هدافي البطولة الوطنية ب 9 أهداف؟ - شرف لي أن أكون ضمن قائمة هدافي البطولة، لكنه بالمقابل مسؤولية على عاتقي كي أبقى في نفس المستوى، وفي مستوى وتطلعات الجماهير، وهذا في الحقيقة إنجاز يأتي في هذا الظرف رغم عامل السن ونتيجة لما راكمته من تجارب. - ماذا تعني إشارتك عند تسجيلك للهدف بوضع أصبعي يديك على رأسك؟ - من خلال تلك الإشارة، أقدم التحية لأعز ما أملك، إلى عزيزتي آية وزوجتي المحترمة وأمي المصون التي تدعو لي دائماً بالتوفيق في مبارياتي، وحينما أسجل، فإنني أقدم تحياتي وقبلاتي على أرض الملعب، وأتمنى أن تستمر هذه الإشارة طيلة المقابلات المتبقية في بطولة هذا الموسم. - ما هو سر هذا التفوق بعد قضائك لموسم فراغ؟ - (تنهد ونظر للسماء ثم طأطأ رأسه وأخذ نفساً وأجاب): لا أريد أن أرد على البعض، خاصة بعض أعضاء المكتب المسير للمغرب الفاسي، الذين أعتبرهم غير مسؤولين، لأنهم يضعون مصالحهم الخاصة على حساب مصلحة الفريق. أتحدث هنا عن الأعضاء الذين كانوا أثناء فترة ممارستي بفريق المغرب الفاسي، إلا أن الله كبير سبحانه وتعالى. بالفعل، كانت لي فترة فراغ تقلص فيها العطاء والمردودية، بل أصبحت أفكر في الاعتزال، إلا أن أسرتي وأصدقائي ضغطوا علي لأستمر في الممارسة، خصوصا بعد أن طلب مني رئيس الوداد الفاسي أن ألتحق بصفوفه. في البداية، كنت متردداً خوفاً من ضغط الجمهور الودادي، إلا أن عزيمتي كانت أقوى، حيث كنت أضاعف جهودي وأتدرب بالغابة كل صباح ومساء، أتجه لقاعة تقوية العضلات. هذا التحدي ركبته من أجل رد الجميل لرئيس الواف عبد الرزاق السبتي، الذي وضع فيَّ ثقته، ثم لأقول للذين همشوا عمر حاسي أنه إذا توفرت الظروف المادية والمعنوية، فأنا موجود وأتمنى الاستمرار في التألق. - إذن إنت مدين للوداد الفاسي؟ - بكل صدق، أنا جد ممتن لرئيس الوداد الرياضي الفاسي عبد الرزاق السبتي، الذي أعطاني فرصة اللعب من جديد بفاس. لذا، علي أن أكون في المستوى المطلوب، وأن أقدم كل إمكانياتي في سبيل بقاء الفريق بالقسم الأول، خصوصا أننا نستقبل 3 لقاءات متتالية على أرضنا أمام شباب المسيرة التي أعتبرها مقابلة الموسم، والتي لا يجب تضييع نقاطها الثلاث ثم لقاء الديربي أمام المغرب الفاسي ثم فريق الوداد، المتزعم والتي هي مباراة صعبة بالنسبة لنا. المهم أن نحصل على 6 أو 7 نقاط على الأقل في هذه المباريات لنخرج من الأزمة. - على ذكر مباراة الديربي، ماذا يمكنك أن تقول حولها؟ - المباراة ستكون صعبة للغاية على الفريقين، لأن لكل منهما هدف معين. وداد فاسي يرغب في البقاء بالقسم الأول، بينما المغرب الفاسي يعمل من أجل احتلال مراتب متقدمة. تبقى مباراة الديربي هي مقابلة 3 نقط، ولا تقبل القسمة على اثنين. سنخوضها لتأكيد نتائجنا الإيجابية، وأتمنى أن تسودها الروح الرياضية. - هل تحن للمغرب الفاسي؟ - بكل صراحة، يبقى المغرب الفاسي الفريق الأم، الذي ترعرعت بداخله وقضيت به أجمل أيامي. لا يمكن لي نسيانه، فهو دائماً في القلب. اليوم أنا أحمل قميص فريق الوداد الفاسي الذي رد لي اعتباري الشخصي كلاعب، وأعادني للواجهة من جديد. - هل أنت متخوف من مستقبل الواف هذا الموسم؟ - مجيء الإطار عبد الرحيم طالب أعطى نفساً جديداً للفريق وإضافات للاعبين. واستطاع تنظيم الفريق وجلب عناصر في المستوى خلال الفترة الشتوية، كما عمل على استرجاع الثقة وحصلنا على 15 نقطة في مرحلة الذهاب بعد أن تولى تدريب الفريق وهو يحتل الرتبة الأخيرة بصفر نقطة. اليوم إذا حافظنا على نفس المستوى خلال الدورات المقبلة، فإن الواف ستبقى في القسم الأول، أمامنا 8 دورات يجب تحقيق 8 نقط شيء ليس صعباً أمام عزيمة مكونات الوداد الرياضي الفاسي. - ما هي قراءتك لبطولة هذا الموسم؟! - بطولة هذا الموسم تحسنت كثيراً وارتفع مستواها التقني. فهناك أهداف وفرجة وتشويق على مستوى المقدمة وترقب على مستوى أسفل الترتيب. فرق تلعب على اللقب وأخرى تنشط البطولة ومجموعة تصارع من أجل البقاء. بصراحة، أتأسف للمستوى الذي ظهر به فريق الجيش الملكي. - كيف ترى مستوى التحكيم هذا الموسم؟ - الحكام بشر يمكنهم أن يخطئوا، لكن ما لا يمكن تقبله هو تكرار الخطأ أكثر من مرة، لأن الأمر حينها قد يصبح مقصوداً، على العموم، التحكيم المغربي عرف وجوهاً شابة يجب تشجيعها ودعمها. - المنتخب اليوم يبحث عن مدرب، هل تحبذ المدرب الوطني أو الأجنبي؟ - علينا إيجاد المدرب، سواء كان وطنياً أو أجنبياً. لا يجب تضييع المزيد من الوقت. في هذه الفترة يجب أن يكون المنتخب قد لعب على الأقل مقابلتين أو أكثر، شخصيا أفضل أن يكون المدرب محليا لعدة اعتبارات من أبرزها فشل الأجانب، فنتائج أشقائنا العرب الجزائر، تونس ومصر رسالة لمسؤولي الجامعة. - هل أنت مرتاح لمشوارك الرياضي مادياً ومعنوياً - أحمد الله على كل حال، لست غنيا، «كاينة البركة» أفكر في ولوج التدريب بعد إنهاء مشواري الرياضي، حيث أتوفر على دبلوم من مدرسة هامبورغ من الدرجة الثانية، وسأعمل خلال هذا الصيف على تكوين جديد بإحدى المدارس الفرنسية لدبلوم الدرجة الثالثة إن شاء الله. - كلمة أخيرة: - أولا أتقدم بالتعازي الحارة لأسرة الفقيد عبد الله بليندة الرياضي، المدرب والأخ الموجه. أتمنى للوداد الفاسي نتائج إيجابية فيما تبقى من المقابلات من أجل البقاء بقسم الصفوة.