تغص العديد من المؤسسات التعليمية بجهة الدارالبيضاء بالمتلاشيات ، وهي تلك التجهيزات التي لم تعد صالحة للاستعمال مثل الكراسي، والطاولات والمكاتب والسبورات وأبواب الأقسام أو الخزانات وبعض وسائل الإيضاح التي يستعين بها المدرس. قد تكون في مخزن أو مستودع بالمؤسسة، و قد تجدها متناثرة هنا وهناك ببعض المؤسسات أو فوق بعض المكاتب الادارية مشوهة جمالية المؤسسة التعليمية. فكيف تجمعت؟ ولماذا لم يتم نقلها أو بيعها أو التخلص منها؟ في لقائنا مع أحد المسؤولين عن مصلحة التجهيز بإحدى النيابات ، أكد أنه من المفروض على كل أستاذ للابتدائي حين يوقع على محضر الدخول في بداية الموسم ، التوقيع على محضر آخر يتضمن التجهيزات التي توجد داخل القسم الذي سيشتغل فيه، وقد يكون أستاذان بكل قسم يتناوبان عليه. بالنسبة للمستوى الثانوي الاعدادي والتأهيلي، فإن المسؤول عن تجهيزات الاقسام هم الحراس العامون، وكلما تكسرت طاولة أو كرسي أو سبورة أو مكتب الأستاذ، وجب استدعاء المدير بالنسبة للابتدائي وفتح محضر يوضح فيه أسباب تكسير تلك الاجهزة، قبل تغييرها وتعويضها بأخرى. بالنسبة للإعدادي والتأهيلي ، يجب إخبار الحارس العام الذي يستدعي المدير والمقتصد وفتح محضر توضح فيه أسباب وتاريخ وقوع الكسر أو السبب لجعل تلك الاجهزة خارج الاستعمال، ويضيف ، للأسف لا تحترم هذه المسطرة». وهناك إجراءات يجب على كل مؤسسة القيام بها، وهي إخبار المصالح المعنية بالنيابة الاقليمية مع محضر يوضح أسباب تخريب تلك التجهيزات. كل إخبار غير مرفوق بمحضر الاسباب يبقى معلقا، لأن النيابة بدورها مطالبة بإخبار مصالح الاملاك المخزنية مصحوبة بكل المحاضر والوثائق قصد مباشرة عملية المزاد العلني بعد معاينة مصالح النيابة لتلك المتلاشيات ، لتسلم بعدها ترخيصا للمؤسسة للتشطيب عليها من سجلاتها ، بتنسيق مع مفتش المصالح الاقتصادية، وهي عملية من المفروض أن تقام مرة كل سنة . وبعد أن تتوصل مصالح الاملاك المخزنية بالإخبار والمحاضر تستدعي اللجنة المختصة ، وتضم ممثلا عن نيابة وزارة التربية الوطنية ممثلا عن مندوبية وزارة الصحة ممثلا عن مجلس المقاطعة أو الجماعة، وكذا ممثلا عن إدارة الأملاك المخزنية، للخروج ومعاينة المؤسسات المعنية ووضع تقييم لقيمة هذه المتلاشيات وتحديد النسبة المئوية لفرضها على كل شركة مهتمة بالحصول على هذه الصفقة. والغريب أن آخر مرة وقعت مثل هذه العملية تعود لأكثر من 20 سنة! وتعود أسباب تكاثر هذه المتلاشيات زيادة على قدمها، إلى عدم الاهتمام بالصيانة والاصلاح انتشار ظاهرة العنف والشغب قلة الموارد البشرية المساعدة للأطر الادارية عدم إدراج إصلاح التجهيزات في الايام العشرية التي تسبق الدخول المدرسي قلة التجربة قلة التكوين للمديرين والمقتصدين والحراس العامين في هذا المجال عدم وجود مرافق خاصة لوضع هذه المتلاشيات (مستودعات ومخازن) فحتى النيابات تفتقد لمثلها لوضع التجهيزات الجديدة عدم وجود سياج حديدي للأقسام التي تتوفر على تجهيزات وأجهزة نفيسة....