الموسم الدراسي 2009/2008 يدخل مراحله الأخيرة ولم تعد تفصلنا عن موعد الامتحانات إلا أسابيع معدودة. لكن مراحله الأولى مرت في ظروف متردية في بعض المؤسسات التعليمية البيضاوية ، رغم أننا نعيش العشرية الأولى للقرن الواحد والعشرين، ورغم أننا وضعنا ميثاقا وطنيا للتربية والتكوين منذ عقد من الزمن تُوج بوضع برنامج آخر سمي بالمخطط الاستعجالي! كل هذه الاجراءات التي ملأ بها واضعوها مئات الصفحات لم تغير من واقع تعليمنا الشيء الكثير، وخير مثال واقعي ما تعرفه المدرسة الابتدائية رياض الألفة التابعة حاليا لنيابة الحي الحسني، فهي مؤسسة تعليمية خاصة بالمستوى الابتدائي، إلا أنها تضم أزيد من 2000 تلميذ وتلميذة، وتجمع داخلها تلاميذ مدرسة ابتدائية أخرى تسمى مدرسة صلاح الدين الأيوبي ، وتضم أيضا مستوى الأولى إعدادي لإعدادية المختار السوسي! هاتان المؤسستان مازالتا في طور البناء، وإن كانت الأشغال قد أشرفت على نهايتها. المدرسة الابتدائية رياض الألفة تضم أيضا أربعة أطر إدارية، ثلاثة مدراء وحارس عام، 12 أستاذا للثانوي الإعدادي، 6 أساتذة للابتدائي وهم محسوبون على مدرسة صلاح الدين الأيوبي، و26 أستاذا تابعا لمدرسة رياض الألفة، بمعنى أن مؤسسة تعليمية واحدة تجمع مدرستين ابتدائيتين وإعدادية تدرس فقط السنة الأولى إعدادي، ويعلم الله أين يتمم التلميذ دراسته الإعدادية، مع الإشارة إلى أن هذه المؤسسة لا تتوفر على ساحة للرياضة، ولا على قاعات وأقسام لدراسة المواد العلمية ولا على قاعة متعددة الوسائط، مع عدم وجود عون مصلحة للحراسة المستدامة، أو للنظافة، كل ما هناك أنه كان يوجد شخص يقوم ببعض الأعمال تدفع له أجرته من مساهمات الأطر التربوية والادارية لهذه المؤسسة، أما المنظفة، فقد تكفلت بها جمعية الآباء والأمهات والأولياء!! لكن ما يدعو للاستغراب، أكثر، هو وجود ما يقارب 400 طاولة جديدة لم يسبق لها أن استعملت «تحتل» مساحة من ساحة مدرسة رياض الألفة، مما جعلها عرضة للتقلبات الجوية والمناخية عبر فصول السنة الأربعة، فالأمطار تهاطلت عليها ولفحات الشمس أخذت منها الشيء الكثير، فأصبحت شبه متلاشيات رغم أنها لم تستعمل ولو لمرة واحدة! إذ أن مساميرها التي نال منها الصدأ ، «غادرت» أماكنها وأصبحت عبارة عن أجزاء صغيرة يتقاذفها التلاميذ الصغار! كما أن عددا كبيرا من الأجهزة مركون في إحدى القاعات: منها 41 مكتبا للأقسام، 4 مكاتب للادارة، 20 سبورة جديدة، 10 طاولات خاصة بالحواسيب، بعضها بالادارة والآخر في إحدى القاعات! إنها ميزانية جد مهمة تضيع وسط الإهمال والتفريط، حيث يقدر ثمن الطاولة الواحدة 1200 درهم تقريباً! وتجدر الإشارة إلى أن هذه المؤسسات، سواء التي تعج بالتلاميذ أو المؤسستين اللتين مازالتا في طور البناء، كانت تابعة في السابق إلى نيابة إقليم النواصر ومع التقطيع الجديد أصبحت اليوم تابعة لنيابة الحي الحسني. وفي السياق ذاته، فقط طرحت جمعية آباء وأمهات وأولياء تلاميذ وتلميذات رياض الألفة هذا الموضوع خصوصا قضية الثانوية الإعدادية مع مدير الأكاديمية السابق في مناسبات عديدة، لكنها لم تتلق جوابا واقعيا اللهم الحلول الترقيعية، إذ لايزال الوضع على حاله! وفي اتصال مع رئيس جمعية الآباء والأمهات والأولياء، أكد أن ما تعرفه المدرسة الابتدائية رياض الألفة «أمر غير سليم وغيرمعقول، حيث أن ظروف العمل التي تشتغل فيها الأطر التربوية والادارية لا تساعد على إنجاح المنظومة التعليمية، كذلك نفس الشيء بالنسبة للمتلقي، فالجو بعيد كل البعد عن جو الدراسة والتحصيل». وأضاف أنه سبق وطُرح المشكل مع النائب السابق لنيابة النواصر، «لكن دائما كانت تقدم حجج واهية وغير مقنعة، نفس الشيء عندما تم اللقاء مع رئيسة مصلحة الموارد البشرية والمالية، حيث لا أجوبة ولا تحركات لحل المشكل». هذا وقد سبق لهذه المؤسسة أن تعرضت 3 مرات للسرقة لم يسلم منها السكن الوظيفي الخاص بمدير المؤسسة .