مُنيت تركيا في أقل من أسبوع بنكسة ثانية في ما يتعلق بالمسألة الارمنية عندما وافق البرلمان السويدي، أمس الأول، على الاعتراف ب«الإبادة» الارمنية. وكما نجح قرار «الإبادة» في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأميركي بفارق صوت واحد، ب 23 مقابل 22، فقد نجح القرار في البرلمان السويدي بفارق صوت واحد أيضاً، بغالبية 133 مقابل 132 . واستتبع القرار على الفور سحب السفيرة التركية من استوكهولم زيرغون قورو تورك واستدعاء السفير السويدي لدى أنقرة كريستر اسب إلى وزارة الخارجية. وقال دبلوماسي «لقد عبرنا له عن امتعاضنا». وأضاف أن أنقرة تنتظر من السويد أن «تتخذ خطوات للتعويض» عن قرارها الذي «لن يفيد العلاقات الثنائية وقد يلحق بها الضرر». وعند خروجه من الوزارة، أوضح اسب أن رأي حكومته كان يقول انه يجب «ترك مهمة البت بالأحداث التاريخية للمؤرخين»، مضيفاً أن استوكهولم ترغب في الحفاظ على «علاقاتها الجيدة» مع أنقرة. واستمر النقاش في البرلمان السويدي ست ساعات كاملة، وقد صوّت إلى جانب القرار أحزاب اليسار مثل »الديموقراطي الاجتماعي« و»اليساري« و»البيئة«. واعتبر القراران مجازر عام 1915 بحق الأرمن أنها كانت «إبادة»، داعياً تركيا إلى محاسبة نفسها والتصالح مع التاريخ. ولفت النظر في التصويت أن النائبة السويدية والكردية من أصل تركي غولان عوجي صوّتت إلى جانب القرار، واعتبر بالتالي صوتها هو الذي رجّح كفة القرار. ومع أن «الحزب الليبرالي» اليميني قد صوّت ضد القرار، لكن عوجي وثلاثة من رفاقها قد صوّتوا لمصلحة القرار. وواجه النائب في حزب البيئة من أصل تركي محمد قبلان انتقادات من جانب الجالية التركية في السويد، لأنه لم يشارك في الاقتراع، ولو أنه اقترع ضد القرار لكانت كفتا التصويت متعادلة على الأقل. ويبرر قبلان موقفه بانه لم يكن يريد الاصطدام مع قرار حزبه ويرى ان هذا هو الموقف الأنسب. واللافت في قرار البرلمان السويدي انه لا يخص الأرمن فقط ب«الإبادة» بل يعدد أقليات أخرى مثل الأشوريين والسريان والكلدانيين والقبارصة البونتوس الذين كانوا يقيمون في أراضي السلطنة العثمانية. واعتبر وزير خارجية السويد كارل بيلدت، أمس الأول، أن نهج حكومته المؤيدة لترشيح تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي «لم يتغير»، مضيفاً «نعتقد انه من الخطأ تسييس التاريخ». وقد اعتبرت تورك أن القرار مؤسف، وهو سيفسد العلاقات بين البلدين، ولن يكون ترميمها سهلا أو ممكنا في المدى القريب. فيما كانت ردة الفعل الأقوى إلغاء زيارة كان مقرراً لرئيس الحكومة رجب طيب اردوغان القيام بها إلى السويد لعقد اجتماع مشترك بين الحكومتين في 17 آذار الحالي. وأوضح بيان صادر عن الحكومة التركية «ندين بشدة هذا القرار. إن شعبنا وحكومتنا يرفضان هذا القرار الذي تشوبه مغالطات كبرى والذي ليس له أي أساس». وجاء في بيان وزارة الخارجية التركية أنها تلقت بالأسف قرار البرلمان السويدي، وهي تدينه بشدة. وأكدت أن «الحكومة التركية ترفض هذا القرار الممتلئ بالأخطاء»، معتبرة أن القرار قد اتخذ لحسابات سياسية محلية تتصل بالانتخابات العامة في أيلول المقبل ولا يليق بعلاقات الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين. وكما كانت ردة فعله ضد قرار اللجنة البرلمانية الأميركية، قال الرئيس التركي عبد الله غول إن «القرار السويدي لا قيمة له ومن اتخذوه ليسوا مؤرخين». وبقرار البرلمان السويدي يكون عدد الدول التي اعترفت بالإبادة الارمنية في العالم إلى 20 دولة، من بينها لبنان، وهي: الاوروغواي (1965)، وقبرص اليونانية (1982)، والأرجنتين (1993)، وروسيا (1995)، وكندا (1996)، واليونان (1996)، ولبنان (1997)، وبلجيكا (1998)، وايطاليا (2000)، والفاتيكان (2000)، وفرنسا (2001)، وسويسرا (2003)، وسلوفاكيا (2004)، وهولندا (2004)، وبولونيا (2005)، وألمانيا (2005)، وفنزويلا (2005)، وليتوانيا (2005)، وتشيلي (2007)، والسويد (2010) .