لم تتوقف احتجاجات عدة أندية تنتمي للقسم الوطني الثاني لكرة القدم، مما وصفه بعض المنتسبين إليها، من أطر إدارية وتقنية ولاعبين، بالحيف الممارس في حق هذا القسم الذي يعد مكونا أساسيا في الخريطة الكروية الوطنية، وأساسا في نخبتها إلى جانب القسم الأول. ويؤكد المتتبعون لمنافسات هذا القسم، أن الحيف يتجسد في مستويات وأشكال متعددة، ومن طرف جهات مختلفة، في مقدمتها وسائل الإعلام المرئية خاصة قناة «الرياضية» المتخصصة في مواكبة الأنشطة الرياضية الوطنية. بهذا الخصوص، يستعصي على الفهم أسباب تجاهل شبكة البرامج الجديدة للقناة لمنافسات القسم الوطني الثاني، وعدم إيلائها ما تستحقه من موقع وحضور في خريطتها الجديدة، وفي تغطياتها الصحافية، بنفس درجة الاهتمام الذي تحظى به منافسات أندية القسم الأول.. وقسم الهواة! ويحير المتتبع كيف يتم «إسقاط» مباريات وأخبار أندية القسم الثاني، ولا تترك لها إلا مساحة جد ضيقة في برنامج «الحصيلة» الذي يبث نهاية كل أسبوع، في الوقت الذي يخصص برنامج كامل للهواة، دون إنكار ما يتمتع به البرنامج إياه من مكانة متميزة تحظى بالمتابعة والتقدير! بل إن القناتين «الأولى والثانية» ألغيا بشكل نهائي القسم الثاني من كل برامجهما الرياضية! وفي قناة «الرياضية»، فنادرا ما يتم بث بعض اللقطات المصورة لمباريات تجرى عادة في مدينة الدارالبيضاء حيث مقر القناة، في الوقت الذي تغيب فيه التغطية عن باقي المقابلات حتى تلك التي تعرف طابع الحدة والحساسية الواسعة. على هذا المستوى، كانت كل الانتظارات متوقفة حول التغييرات المرتقبة بخصوص الشبكة البرامجية الجديدة لرد الاعتبار لمنافسات القسم الثاني، وتسليط الأضواء عليه، خاصة أن مسؤولي القناة الرياضية، أكدوا أن الشبكة البرامجية الجديدة، تحمل أفكارا وتصورات جديدة هي «ثمرة لجهد فريق عمل الرياضية»، وتجسيد لرغبة «الرياضية» في ترسيخ مكانتها عبر برمجة ذات طبيعة وطنية، إلا أن المؤسف هو أن هذه الأفكار والتصورات لم تضع في حسبانها الالتفات لقسم يعد أحد المكونات الأساسية للمشهد الرياضي الوطني!