غابت منافسات بطولة القسم الوطني الثاني لكرة القدم، عن المحطات التلفزية الوطنية (الأولى الثانية والرياضية)، ونادرا ما يصادف المتتبع والمشاهد بث بعض اللقطات والملخصات لعدد لايتجاوز مباراة واحدة أو اثنتين على أكثر تقدير، يقوم ببثها برنامج «حصيلة الأسبوع» بقناة «الرياضية»! وتجهل لحد الآن الدوافع الحقيقية التي جعلت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تصد أبواب محطاتها عن نقل ملخصات دوري القسم الوطني الثاني، ولما لا النقل المباشر لبعض المباريات، والاكتفاء، في مقابل ذلك، بنقل كل مباريات القسم الأول، وإنجاز ملخصات لها، وتحليلها تقنيا بحضور محللين تقنيين ومدربين وطنيين. كما تخصص قناة «الرياضية» برنامجا خاصا بقسم الهواة، وهو البرنامج الذي خلف منذ انطلاق بثه، أصداء طيبة واستحسانا من لدن المتتبعين والمشاهدين. ويطرح، في هذا السياق، السؤال حول تغييب بطولة القسم الثاني عن شاشات التلفزة، وعدم تخصيص حيز لها في كل البرامج الرياضية المتلفزة، وحرمان أنديتها من وسيلة إعلامية عمومية تلعب دورا كبيرا في تحقيق إشعاع لهاته الأندية، وتسليط الأضواء على منافساتها لتحفيز المستشهرين على الالتفات إليها! وتجد أندية القسم الوطني الثاني نفسها مجبرة على تحمل المشاركة في بطولة منسية توصف ببطولة «الظلمات»! وتعيش وفقا لذلك، معاناة حقيقية تفاقمت بما تعرفه صناديقها من ضعف وبؤس في مواردها المالية، وما تعانيه من حيف على مستوى ما تتوصل به من منح من الجامعة والتي لاتتجاوز ما قيمته 60 مليون سنتيم فقط في الموسم، مقابل 200 مليون لأندية القسم الوطني الأول!