بعد انتظار طويل انطلقت القناة الأمازيغية، وفي أسبوعها الأول ظهر من ينتظرون الفرصة للإعلان بالكلام والصورة بأنهم كل شيء بالنسبة للحركة الأمازيغية. مع العلم أن القناة ينتظر منها أن تكون نافذة يطل منها الجيل الجديد في إطار الوحدة والتنوع على ما تم إنجازه ماضيا وحاضرا للانطلاق نحو المستقبل، وهذا يتطلب أن يكون معد ومقدم لبرنامج ما لديه معلومات كافية في موضوع الحلقة، تجعله يستطيع طرح أسئلة التوليد وتصحيح الأجوبة الخاطئة وإضافة ما قد يشوبها من مغالطات عفوية ومقصودة، مع اختيار الضيوف حسب تخصصاتهم ومجال بحثهم، وما أكثر الكفاءات والباحثين في وطننا في شتى المجالات بما في ذلك طبعا ما يخص الثقافة الأمازيغية عامة وخاصة، موضوع الشعر الشفوي والمكتوب المغنى وغير المغنى، وإن بعض المستجوَبين يجهلون أو يتجاهلون أن أمام الشاشة من ينتظرون الاستفادة من تدخلاتهم، والعديد من هم يمتكون الحقائق التاريخية والثقافية التي يحاول البعض ممارسة عملية التعتيم عليها عن قصد... ولأضع النقط على الحروف، حلقة برنامج «أغبولا» ليلة الجمعة 4 مارس الجاري، وحلقة «تيفاوين» نفس الليلة، قد تكون حلقة قديمة مسجلة للقناة الأولى استضاف المعد والمقدم لبرنامج «أغبولا» بلعيد العكاف وطارق المعروفي كعضوين من أعضاء مجموعة «أوسمان». والسؤال الموجه إليهما. هل كانت مجموعة أوسمان تغني دون كلمات؟ أعني موسيقى صامتة.. لِمَ تجنب المعروفي والعكاف النطق بأصحاب الكلمات كمساهمة نضالية ثقافية في السبعينيات وقبل هذا التاريخ؟ وهل الأغنية الأمازيغية تقليدية كانت أم عصرية عبارة عن آلات موسيقية وحنجرة المغني؟ شيء آخر نسجل أن الواجب من المستجوَب، أن لا يخضع لتوجيهات فلان وفرتلان، وبالتالي أن يكون موضوعيا، وأن يضع نصب عينيه إفادة المشاهد، بدل إقصاء الأحياء والأموات. ومباشرة تم ارتكاب نفس الأخطاء في برنامج «تيفاوين»، حيث الأستاذ الحسين مجاهد الأمين العام للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والمتخصص في اللسانيات حين تناول الشعر الأمازيغي الشفوي والمكتوب تجاهل اسم محمد مستاوي الذي أصدر أول ديوان سنة 1976 وصل الآن خمسة دواوين، بل وأصدر أعماله الشعرية الكاملة 2010 ودون شعر الروايس وانضامن... استغربت هذا وأنا أمام القناة الثامنة التي ينتظر منها المشاهد تناول المواضيع الثقافية وغيرها بموضوعية، طبعا الأخت خديجة رشوق معدة ومقدمة لبرنامج «تيفاوين» تعرف جيدا محمد مستاوي ويعرفه من واكبوا ويواكبون المسيرة الثقافية الامازيغية داخل الوطن وخارجه. ويعرفه الأستاذ الحسين مجاهد الذي تعرض لإسهاماته في أكثر من مداخلة في هذا الملتقى وذلك، لكن في الآونة الأخيرة هناك جهات تريد التعتيم على كل من ينتقد أخطاءها والنقد طبعا ظاهرة صحية، وخدمة الثقافة الامازيغية تستوجب عدم الإساءة المعنوية والمادية لمبدعيها. شاعر وباحث