بدا إيريك بيسون، وزير الهجرة الفرنسي، يوم أول أمس الخميس، بقاعة الاجتماعات ببلدية المحمدية، سعيدا ومنتشيا وهو يبادل تمرير الكرة رفقة أحمد فرس، عميد المنتخب الوطني وشباب المحمدية السابق. واعتبر الوزير الفرنسي الشهير بمقاربته الجديدة في سياسة الهجرة، والتي خلف الإعلان عنها ضجة واسعة في فرنسا وفي أوساط المهاجرين داخلها، أن حلمه منذ زمن طويل تحقق بملاقاة أحمد فرس نجمه المفضل في عالم كرة القدم. وقال بهذا الخصوص لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»: «عشت طفولتي في مدينة المحمدية.. درست في مدرسة «جاك إريكسون»، ثم مدرسة «كلود موني».. ترعرعت في حي «كالي» بالقرب من «ديور اسباليون».. كنت ورفاقي في منتصف الستينيات، متعلقا بشكل كبير بفريق شباب المحمدية.. كنت مدمنا على متابعة كل مبارياته في ملعب البشير.. أذكر شعارنا حينما كنا نردد «الشباب دقة دقة.. وانتوما ماشي فرقة..» وكان أحمد فرس آنذاك، نجمي المفضل..» الوزير الفرنسي أصر، وهو يقوم بزيارة خاطفة لمدينة المحمدية لم تتجاوز يوم الخميس، على ملاقاة أحمد فرس، كما تحدث عن تأثره البالغ بالحالة التي أصبح عليها فريق الشباب، حيث توجه لأحمد فرس متسائلا: «كيف يلعب فريق أحمد فرس طراڤا ريكاردو وكل الأسماء الرائعة التي جاورت الفريق في فترة الستينيات وبداية السبعينيات، في القسم الثاني، ماذا حدث بالضبط، هل هي الأزمة المالية فقط كما قيل لي؟»، ثم أمسك بكتف أحمد فرس مضيفا: «عشقي لفريق شباب المحمدية سيظل قائما للأبد.. وأنا على استعداد لمساعدته ودعمه بكل الوسائل.. كما أني مستعد لمده بدعم مالي من جيبي الخاص..» ولم يفته أن يحكي عن الحفل الذي كان قد أقامه رفقة أصدقائه الأطفال سنة 1976 بعد عودة المنتخب الوطني المغربي من إثيوبيا، حاملا كأس إفريقيا للأمم». وقبل أن يغادر مقر البلدية، وجه الوزير الفرنسي دعوة لأحمد فرس لزيارة فرنسا، مقترحا عليه اختيار التوقيت الذي يناسبه، مؤكدا له «يسعدنا ويسعد فرنسا أن تحل ضيفا علينا..». بدوره، رحب أحمد فرس بالضيف الفرنسي، ومنحه هدية تذكارية عبارة عن كرة تحمل توقيعه الخاص، وهي الهدية التي خلفت سعادة عارمة لدى الوزير الفرنسي، حيث ظل يحتفظ بها حتى وهو يلج مقهى بحديقة المدن المتوأمة، حيث تناول الشاي المغربي، وحيث بادلنا الحديث في دردشة بدون بروتوكول. قام الوزير الفرنسي، بجولة في بعض الدروب القديمة للمنطقة السفلى، كديور اسباليون، وزنقة كالي، التي احتضنت طفولته منذ حل بالمحمدية في بداية الستينيات، قادما من مراكش مسقط رأسه. ووقف الوزير كثيرا أمام إحدى العمارات بزنقة كالي، حيث أكد أنها بنيت فوق نفس المكان الذي كان يضم بيت أسرته. ثم توجه للكنيسة. ولم يفته زيارة حي لاڤاليز، والكورنيش، والبارك. وتأسف الوزير بشدة للمآل الذي عرفته سينما ميامي التي تم هدمها مؤخرا، ووقف أمام «حيطانها المهدمة» متحسرا على قاعة سينمائية قال عنها: « هنا شاهدنا أعظم الأفلام العالمية.. هنا وفي هذه القاعة، حضر كبار النجوم والفنانين السنيمائيين العالميين.. كنا ونحن أطفالا نقتفي أثرهم، نتودد إليهم من أجل نظرة أو ابتسامة..» وأوضح الوزير الفرنسي لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، أنه حل بالمغرب، منذ يوم الأربعاء، حيث سيجري محادثات مع محمد عامر وزير الجالية المغربية والهجرة صباح يوم الجمعة (أمس)، بخصوص مواضيع تهم الهجرة والمنتدى المتوسطي، وأضاف أنه استغل تواجده بالمغرب لزيارة المحمدية التي عاش في دروبها أزيد من 12 سنة، مساهمة في إنجاز روبرتاج عن حياته وطفولته تعده قناة «france 2».