دعا محمد عامر الوزير المكلف بالجالية المقيمة بالخارج إلى «أن يتم الربط بين مسألة حركية الشباب في الفضاء المتوسطي وتنقل الكفاءات لفائدة تنمية دولها الأصل». وأكد عامر أول أمس الخميس بمدينة طنجة في كلمته الافتتاحية لأشغال المؤتمر الأول للخبراء لتفعيل مشروع «حركية الشباب في البلدان المتوسطية» على ضرورة «تحويل قضية تنقل الشباب إلى مكسب مستقبلي للكفاءات لفائدة الدول المصدرة لها، حتى لاتعد ظاهرة «استقطاب» الأدمغة خسارة نهائية لهذه الدول». واقترح عامر، تكملة للبرنامج، «إحداث برنامج مواز لتعبئة الكفاءات والخبرات المطورة في بلاد الاستقبال وتسخيرها لخدمة تنمية دولها الأصل» من شأنه أن «يشكل لبنة مؤسسة لخلق فضاء متوسطي للمواهب اليافعة والراشدة في مختلف المجالات عبر خلق شبكات متعددة الجنسيات للكفاءات المؤهلة»، مشددا على ضرورة «إمداد هذا البرنامج بما يستلزمه من موارد بشرية ومادية وحصره بجدولة زمنية محددة، وتأطيره بلجنة تتبع استراتيجي لتقييم تقدمه». ومن جانبه أكد إيريك بيسون، وزير الهجرة والاندماج والهوية الوطنية والتنمية التضامنية الفرنسي على إيلاء أهمية كبيرة، من خلال إطلاق مشروع المكتب المتوسطي للشباب، إلى حرية التنقل والتبادل والتكوين والاندماج في سوق الشغل في الفضاء المتوسطي، التي تعتبر أهم أهداف ومبادئ المشروع. كما أشار بيسون، الذي وقع على هامش أشغال المؤتمر على إعلان مشترك لتفعيل برنامج دعم إنشاء مقاولات صغرى ومتوسطة بالمغرب من قبل المغاربة المقيمين بفرنسا، إلى أنه سيتم خلق شبكة متوسطية للكفاءات لأجل ضمان حركية مؤهلة تضع حدا لهجرة الأدمغة، وتساهم في تنمية متضامنة بالدول المصدرة للهجرة من خلال خلق مجموعة من المشاريع التنموية. وقال بيسون إن التوقيع على هذا الإعلان يؤكد دعم فرنسا ل«مشاريع الاندماج والتنمية للعاملين على أراضيها بصورة منتظمة، ومساعدة هؤلاء على إيجاد عملهم الخاص بهم في بلادهم». واعتبر الوزير المكلف بالجالية المقيمة بالخارج التوقيع على هذا الاعلان، الذي يروم مصاحبة حوالي ألف مغربي مقيم بفرنسا في عملية إنشاء وتطوير مقاولات الصغرى والمتوسطة بالمغرب، «تكملة برنامج «إم دي إم أنفيست» الذي وضعته الحكومة المغربية لتشجيع استثمارات مغاربة العالم في بلدهم الأم. وللإشارة، كان بيسون قد أعلن خلال ندوة صحفية قبل افتتاح المؤتمر أنه «سيقترح على المغرب خارطة طريق للنهوض بالهجرة الدائرية بين البلدين»، مشيرا إلى أن من شأنها تضع «مغاربة فرنسا، ليس فقط في قلب الصداقة المغربية الفرنسية، بل ستعبئ موارد جديدة ستساهم في تنمية بلدهم المغرب»، مشددا في ذات الآن على أن فرنسا، التي تسعى إلى تحقيق اندماج ناجح، كانت دائما أرضا مرحبة بالمهاجرين بالرغم من سياستها التي كانت مثار جدال.