بافتتاح مركز للغة العربية والثقافة المغربية بروما، يوم الجمعة الماضي، تكون الديار الإيطالية قد احتضنت، لأول مرة، وبتعاون مغربي - إيطالي مبادرة توفر لجاليتنا هناك إمكانيات للارتباط بجذورها الثقافية وللحوار مع الآخر، ولملء الفراغ الذي تشكو منه جالياتنا في الخارج بشكل عام. لقد ظل مواطنونا في المغرب وإفريقيا والعالم العربي يفتقرون، على امتداد سنوات، إلى غياب بنيات ثقافية تحتفي باختلافهم الثقافي وتوطد عرى تواصلهم مع الذات والعالم. من هنا تقديرنا لخطوة روما، وتثميننا من جهه أخرى للجهد الكبير الذي تبذله الوزارة المكلفة بالجالية المغربية في الخارج من أجل تدارك الزمن الضائع. فلقد أعلنت هذه الوزارة عن مشروع بناء خمسة مراكز ثقافية، ثلاثة في أوربا، واحد في كندا وواحد في إفريقيا، علما بأن هناك مركزين قيد الإنشاء في ليبيا وتونس. قيمة المشروع ليست في كونها تستجيب فقط لشرط ذاتي يهم المغاربة المهاجرين ثقافيا وحضاريا، بل تكمن القيمة كذلك في الحاجة إلى إشعاع هذه المراكز قياسا إلى تنامي بعض النزعات المتطرفة في بعض الأقطار الاوربية، كما نتابع ذلك في فرنسا وإسبانيا وسويسرا، وأخيرا في هولندا، حيث انتصر حزب يميني متشدد في الانتخابات المحلية الأخيرة. من ثم أهمية دور هذه المراكز في الحماية الثقافية لمواطنينا، وفي إشاعة مبدأ الحوار والتفاهم مع الآخر. نأمل أن تستكمل مفردات مشروع المراكز قيد البناء والدرس، وتبنى مراكز جديدة في مدارات أخرى حتى يصبح بيتنا المغربي في الخارج دافئا بالألفة واأفكار، غنيا بالتعدد وبالانفتاح على الثقافات الأخرى.