استطاعت دائرة المرأة في النقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش) أن تحول النضال التقليدي العفوي والارتجالي للمرأة المدرسة إلى مستوى عقلآني وعلمي واستثمار كل المعارف والتقنيات في التعبئة والتأطير. ورغم الإكراهات والعقبات التي واجهت العمل النسائي النقابي فقد استطاعت أن تدشن مرحلة جديدة ومتميزة للدفاع عن النساء المدرسات وتأطيرهن وإدماجهن في الحياة النقابية والتنظيمية وتوعيتهن من أجل النهوض بأوضاعهن السياسية والمهنية والتربوية والاجتماعية. إن دائرة المرأة هي جزء لا يتجزأ من الحركة النسائية المغربية تناضل من أجل القضاء على جميع أشكال التمييز ضد النساء وناضلت من أجل مدونة الأسرة ومن أجل تمثيلية مشرفة للنساء في المؤسسات الدستورية وتعتبر أن قضية المرأة ليست شأنا نسائيا بل قضية مجتمع بأكمله. منذ المؤتمر الوطني التاسع للنقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش) بلورت دائرة المرأة مجموعة من البرامج والأنشطة من أجل تأهيل المناضلات وتطوير قدراتهن ومهاراتهن وتوسيع القاعدة التنظيمية وسط المدرسات والانفتاح على الطاقات الشابة واستعادة الدور الإشعاعي في المؤسسات التعليمية ونشر ثقافة المساواة بين الجنسين وتكافؤ الفرص نقابيا ومهنيا وتربويا... هيكلت وفعلت عدة دوائر إقليمية وجهوية ومحلية ونظمت عدة برامج تكوينية استفاد منها أكثر من 600 مناضلة في تقنيات التواصل والاستماع وتقنيات إعداد المشاريع وتقنيات التقييم وتقنيات إعداد وتنظيم الحملات التحسيسية وتقنيات الاستقطاب النقابي ومقاربة النوع الاجتماعي في أفق خلق شبكة للنساء المدرسات.. إن دائرة المرأة ، فاعلة في الأممية التعليمية وفي اتحاد المعلمين العرب واللجنة الفرانكفونية للتربية والتكوين وفي عدة شبكات نسائية دولية ووطنية... إذا كانت منظومة التربية والتكوين تنص على ضرورة التحكم في العوامل المؤثرة في نظامنا التعليمي، فإن ذلك يتطلب الاهتمام بالعنصر البشري وخاصة نساء التعليم نظرا لحضورهن الوازن في قطاع التعليم. ولعل تفعيل الإستراتيجية الوطنية من أجل الإنصاف والمساواة بين الجنسين بإدماج مقاربة النوع الاجتماعي في السياسات والبرامج التنموية قد يساهم في الإشراك الفعلي للنساء... لذلك وضعت دائرة المرأة ملفا مطلبيا نسائيا من أجل إجراءات وتدابير ووضع آليات وبرامج ترسخ قيم المساواة وتكافؤ الفرص بين الجنسين.