في سياق الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف، قامت عدة جمعيات بتكريم أكبر مسنة توجد بالمركز الاجتماعي دار الخير بتيط مليل.. إنها مي فاطمة (فاطمة أوغلي) البالغة من العمر 114سنة ، والتي تنحدر من مدينة خنيفرة وبالضبط من منطقة ايت الشريف.. التحقت بالمركز منذ حوالي شهرين بعد أن تم العثور عليها داخل كوخ وسط الجبال في حالة لا انسانية ممددة على فراش بال رفقة أربع قطط! مي فاطمة كانت فرحة لدرجة أنها كانت بين الفينة والأخرى ترقص بيديها وتردد بعض المقاطع الغنائية الشعبية التي تحفظها عن ظهر قلب، غير آبهة بنظرات المتحلقين حولها. تقول بنبرة تؤشر على الفرحة والحسرة، في آن واحد ،«أنا فرحانة بزاف حيث مجموعين حدايا كاع لحباب..». لزمت الصمت لبضع ثوان واستطردت قائلة «مكرهتش كون كانوا عندي لولاد باش يوقفوا معايا ف هاذ الساعة»، مضيفة «ليس لي أحد في هذه الدنيا سوى الله تعالى والمحسنين». للتذكير، ف «مي فاطمة» لم تتزوج قط، أما بخصوص أفراد عائلتها فقد غادروا هذه الدنيا الفانية منذ سنوات. مي فاطمة لم تتمالك نفسها لحظة تكريمها، فبكت من شدة الفرح، مشيرة الى أنها لأول مرة تحس أنها مركز اهتمام من لدن الآخرين . وللاشارة، فقد عرف هذا الحفل، حضور أسماء من مشارب ومجالات مختلفة، منها السياسة، الفن، دون إغفال الحضور القوي لفعاليات المجتمع المدني، والذين ساهموا في جعل النزلاء يقضون لحظات دافئة، أنستهم ولو مؤقتا مرارة تخلي الأهل عنهم!