تأوي المؤسسة الاجتماعية دار الخير ب«تيط مليل» حوالي 289 مسنا، منهم أمهات وآباء تعرضوا لإهمال قاس من قبل أبنائهم، بعد أن رفض هؤلاء رعايتهم إما بسبب إصابتهم بمرض مزمن أو عجز مادي، أو بسبب إعاقة جسدية طارئة.. ضمن «قصص» المسنين اللافتة ، حكاية فاطمة أوغلي البالغة من العمر 114 سنة. تم «العثور» على الحاجة فاطمة بمدينة خنيفرة وبالضبط بمنطقة ايت الشريف داخل كوخ وسط الجبال يوم الاربعاء 30 دجنبر 2009 في حالة لا إنسانية، حيث كانت ممددة على فراش بال رفقة أربع قطط، ناهيك عن الرائحة الكريهة التي كانت تنبعث من الكوخ بفعل الرطوبة بالاضافة إلى وجود أكياس مملوءة بملابس تلاشت مع مرور الزمن. «مي فاطمة» لم يسبق لها أن تزوجت . أشار عبد الكريم صابر مدير دار الخير، إلى أن لجنة الشؤون الاجتماعية التابعة للمؤسسة انتقلت إلى عين المكان من أجل إحضار «مي فاطمة» إلى المركز بعد تنسيق مع عمالة اقليمخنيفرة ، وذلك «لتحظى بالعناية اللازمة عوض العيش لوحدها وسط الجبال». «مي فاطمة» تحكي لنا عن حياتها الخاصة قائلة« لم يبق لي أحد في هذه الدنيا سوى الله تعالى وجيراني، فكل أفراد أسرتي توفوا» وتقصد بأسرتها والديها وشقيقها الوحيد. تضيف «كنت أعيش لوحدي رفقة أربع قطط دون معين، أقوم بجميع الأشغال المنزلية، بالاضافة إلى جمع الحطب فوق كتفي لبيعه في فصل الشتاء.. كما أقوم بزرع بعض الخضر التي أبيعها بالسوق» مشيرة إلى أنها كانت تتمتع ببنية قوية لكنها منذ 8 أشهر أصبحت طريحة الفراش بسبب إصابتها بكسر في ساقها اليمنى. تستطرد مي فاطمة «إن جاراتي يطبخن لي كل ما اشتهيه ويقمن بغسل ملابسي وبتنظيق خيمتي، بالاضافة إلى مراقبتي بين الفينة والاخرى من أجل تلبية كل ما أحتاجه». لكنها اليوم لاتحتاج إلى مساعدة جاراتها لأنها أصبحت تحظ« بعناية خاصة من طرف المساعدة الاجتماعية وبعض النزيلات. تقول فاطمة الزهراء المساعدة الاجتماعية «ان الحاجة لا تتناول أي شيء يتم طبخه داخل المركز، فهي تشتهي بعض الأكل مثل (السفة باللوز - الدجاج - البيض بلدي - اللبن..). «مي فاطمة» تتمتع بصحة جيدة على مستوى السمع والبصر كما أنها تتذكر تفاصيل حياتها جيدا، التي امتدت لأزيد من قرن من الزمن .. الحديث إليها ينقل المرء إلى عالم عميق، مليء بأسرار «حيوات» أجيال كثيرة تعاقبت على منطقتها «الأطلسية» ذات الجذور الضاربة في التاريخ!