تعيش العديد من الأحياء بمدينة سيدي قاسم أوضاعا مزرية بسبب بنياتها التحتية الهشة، وبسبب الإهمال الذي يطالها، وأيضا بسبب امتهان واحتقار ودادياتها وجمعياتها التي لا تكف عن النداء و طلب الاستغاثة لرفع الضرر والتهميش . فحي ابن سينا بمدينة سيدي قاسم، الذي كان إلى الأمس القريب يتمنى كل مواطن أن يستقر به، لم يعد ذاك الحي القريب من كل المرافق يستهوي ساكنة سيدي قاسم، والأسباب عديدة: ضعف قنوات الصرف ، تدهور الطرقات والأزقة ، الظلام الدامس الذي يخيم على الحي من كل جانب... إلى غير ذلك من المشاكل. ودادية الحي، و بعد أن زادت حالة الحي تدهورا، خاصة مع الفيضانات والسيول الجارفة من كل اتجاه، توجهت بالعديد من المراسلات والشكايات إلى عامل الإقليم وباشا المدينة ورئيس المجلس البلدي، تطلب لقاءات معهم من أجل البحث عن حلول للعديد من المشاكل والمعاناة، لكن لا العامل استجاب، ولا الباشا لبى النداء، ولا الرئيس قرأ الرسائل. آخر هذه الرسائل والشكايات كانت بتاريخ 14 دجنبر 2009 ، توجهت بها الودادية بملتمس إلى عامل الإقليم تدعوه للتدخل، وحماية الحي وساكنته من السيول وتطالبه بأن يكون للحي نصيب من الاصلاحات المهمة التي تعرفها بداية مدخل Deux caniveaux مدينة سيدي قاسم ، و تخبره بأن مهندس العمالة وعد الودادية بوضع مجريين، وعند نهاية شارع علال بن عبد الله، لكن المهندس لم يف بوعده . رسالة أخرى توجهت بها الودادية إلى باشا المدينة بتاريخ 9 فبراير2010 تطالبه بالتدخل لحماية الحي من السيول والأوساخ، جاء فيها أن الحي تحول بفعل الأمطار والسيول إلى بركة مائية كبيرة تهدد حياة وممتلكات المواطنين، و تذكره بالوعود التي قدمها مسؤولو العمالة، و بالملتمسات المقدمة إلى عامل الإقليم وتطالب بتفعيلها خدمة لمواطني حي ابن سينا . مدير المكتب المحلي للماء الشروب تلقى كذلك نصيبا من هذه الرسائل، وجهتها له الودادية من أجل رفع الضرر الذي تُخلّفه أشغال المكتب ، و كان آخر هده الرسائل بتاريخ 28 شتنبر 2009 ، تدعوه فيها للتدخل ودفع إحدى الشركات المتعاقدة مع المكتب إلى ردم الحفر وإصلاح الطرق التي تدمرها جراء الأشغال، أكبر هذه الحفر موجودة بالطريق المؤدية إلى شركة سامير قرب الدار رقم 23 ، حيث أوقفت الشركة الإصلاح وتركت حفرة كبيرة هي اليوم تشكل تهديدا حقيقيا لسلامة المواطنين، بل إن التراب إلى حدود كتابة هذه السطور لا يزال متراكما وتحول إلى أوحال ساهمت في إغلاق بالوعات و قنوات الصرف. هذا جزء من معاناة وهذه نماذج من رسائل، لا المعاناة وجدت طريقها للحل، ولا الرسائل وجدت أذانا صاغية، لتستمر معاناة ساكنة حي ابن سينا1 إلى أجل غير مسمى!