نظمت جمعية أيت امحمد للتنمية والبيئة والتضامن مؤخرا وقفة احتجاجية أمام ادارة المياه والغابات بجماعة تيمحضيت بمشاركة فاعلين جمعويين وحقوقيين للتنديد بما تتعرض له الثروة الغابوية من استنزاف منظم وبشكل متزايد من طرف مافيا ت الغابة ومستغلي فرص الا ثراء السريع على حساب الإرث الغابوي الطبيعي والبيئي الذي يعتبر ملكا لكل المغاربة. وتندرج هذه الوقفة في سياق تنامي الوعي المحلي وانشغاله بالقضايا الحيوية المحلية وعلى رأسها القطاع الغابوي، لما يلعبه من دور محوري في الحياة العامة للساكنة بشكل عام وبنية الاقتصاد المحلي لجما عة تيمحضيت بشكل خاص. فالمجال الغابوي بها يمتد على مساحة تناهز 14000 هكتار أي 22% من المساحة الاجمالية للجماعة، الشئ الذي يؤهله نظريا للقيام بأدواره البيئية والاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي المساهمة الوظيفية في تحقيق التنمية البشرية الشاملة بالاقليم. إلا أن واقع الحال يؤكد بالملموس مدى الخلل الحاصل في النظام المؤطر لعلا قة المتدخلين في الشأن الغابوي بسبب ما يسجل على أرض الوا قع من استنزاف مسرف للموارد الغا بوية، وبالتالي فإن شرعية وراهنية الأ سئلة التي تقلق الساكنة على مستوى تحديد المسؤوليات بين مختلف الادارات التي لها علا قة بالملك الغابوي وتدبيره بصورة مباشرة أوغير مباشرة، خصوصا في مجال التهييء والتسيير والتدبير لمختلف القضايا المرتبطة بالقطاع وذلك ارتباطا بالبرنامج الوطني البيئي، وتفعيله محليا على أساس مقاربة تشاركية تدمج الساكنة من خلال جمعيات المجتمع المدني في تدبير الشأن الغابوي بمستوياته المتعددة، رعويا وغراسة وتحديدا ومعالجة واحتطابا واستغلالا وانتفاعا، لضمان حماية المجال الغابوي والضرب على أيدي الناهبين بمختلف تلوينا تهم، خصوصا وأن المنتوج الغابوي يعد موردا هاما للجماعة بتوفيره لموارد مادية تسهم بشكل جلي في النهوض بواقع حال الجماعة باعتباره فائض قيمة، يمكن من إرساء أسس انطلا قة تنموية واعدة بالجماعة مما يحيلنا مبا شرة على طرح أهمية الرؤية البرناماجاتية للجماعة والقادرة على تحقيق تنمية حقيقية تستجيب للحاجيات التنموية لساكنة الجماعة على أساس استراتيجي يستهدف الرفع من مردودية القطاع الغابوي دون الإضرار بالمحيط البيئي لمجاله، ويلغي كل ممارسة تبذيرية للاعتما دات الما لية التي تمنحها الغا بة للجماعة. وعلى هذا الأساس يعتبر الإشراك الميداني للفاعلين الجمعويين محليا على مستوى التواصل والتأطير والتحسيس بأهمية المجال الغا بوي دعما أساسيا لتاطير علا قة الساكنة به على مستوى تنظيم حق الانتفاع، وممانعة الا ستغلال الجائرالمستنزف لثروة وطنية يجب التعا مل معها ارتكازا على الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المجالية. إجمالا حققت الوقفة الاحتجاجية هدفها التحسيسي أمام إدارة المياه والغابات بتمحضيت بحكم الالتفاف الجماهيري والجمعوي والحقوقي الذي ساندها وأيدها.