في تجربة نموذجية، هي الثانية من نوعها على مستوى إقليمتزنيت، بعد تجربة المجلس البلدي لمدينة تزنيت، والأولى على مستوى الجماعات القروية بذات الإقليم، فيما يتعلق بإشراك جمعيات المجتمع المدني بكل اهتماماته وانشغالاته في إعداد مخططات للتنمية، سارعت جماعة الركَادة إلى عقد جمع عام يوم السبت 6 فبراير2010، بدارالطالب لأولاد جرار، حضره عدة مستشارين من جماعات قروية مجاورة، وجمعيات جماعة الركَادة، وذلك من أجل تحديد حاجيات الجماعة، والإستماع إلى تصورات السكان واقتراحاتهم في الورشات. وهكذا استمع الحاضرون في الجلسة الصباحية لثلاثة عروض متميزة، الأول قدمه رئيس جماعة الركَادة» الحسين بن السائح» ركز فيه على ما تم إنجازه من بنيات تحتية ومرافق اجتماعية ورياضية وثقافية، والتجهيزات والآليات والمعدات..منذ 1997، وعلى حاجيات الجماعة، ووضعيتها الحالية فيما يتعلق بالمداخيل والفائض السنوي، زيادة على مرتكزات وشروط إعداد مخطط التنمية بمنظور جديد وشمولي نص عليه الميثاق الجماعي الجديد. وفي ذات السياق، ركزلحسن بنواري النائب الأول لرئيس بلدية تزنيت ونائب رئيس المجلس الإقليمي، على كيفية إعداد المخطط التنموي، وأهمية إشراك الجمعيات سواء في التشخيص أوتحديد الأولويات أوالتتبع للمخطط ضمن مقاربة تشاركية تتوخى النجاعة في التخطيط وتدقيق الحاجيات، وإحداث دينامية تفاعلية محلية قوامها التشاور والتنسيق بين الجماعة والسكان في كل المبادرات المتخذة في كافة المجالات. بينما جاءت كلمة إبراهيم أضرضور كاتب مجلس بلدية تزنيت، لتركز على الأسلوب الجديد في التدبيرالجماعي المبني على فلسفة جديدة قوامها التشاور مع السكان، مما يقطع مع الأسلوب التقليدي الذي كان فيه الرئيس ونوابه يعيشون منعزلين عن المواطنين في تدبيرالشأن المحلي، لكن الميثاق الجماعي الجديد جعل التنمية الإجتماعية رهينة بانخراط السكان في مخطط الجماعة في إطار مقاربة تشاركية تراعي كذلك مقاربة النوع بفتح الفرصة للمرأة لتشارك الرجل في التدبير والمشاورات والتقييم. وعرف اليوم التواصلي والتشاوري في الجلسة المسائية ثلاث ورشات في المجالات التالية: التعليم والصحة والبيئة، الرياضة والثقافة والمناطق الخضراء ومجال الدعم، الإستثمارات والفلاحة والطرق والماء والكهرباء. حيث تميزت الورشات بنقاشات مستفيضة حول المشاريع المرتقبة في المخطط التنموي المقبل، وحول الأولويات في هذه المشاريع، حسب التكلفة وطبيعة الجماعة وأحيائها ودواويرها، وشروط تنفيذ هذا المخطط ، لينتهي هذا اللقاء التواصلي بعرض تقاريرالورشات وملاءمتها مع منظورالمخطط الجماعي للتنمية. وللتذكير فمخطط التنمية، كمقاربة تدبيرية جديدة للشأن المحلي، يعتمد في تتبع الخطوات والمراحل على: الإعداد للمخطط ،التشخيص التشاركي بين الجماعة والسكان، التوافق حول التشخيص، تقديم النتائج للفاعلين، المصادقة على المخطط من قبل المجلس الجماعي، تعبئة الموارد عبرالشراكات، وضع ميزانية للمخطط.