اعتبر الكاتب والشاعر عبد اللطيف اللعبي أن شعار المعرض «تكريم مغاربة العالم» يعني أن كتابات المغاربة في المهجر وسعت آفاق الأدب المغربي .. كما أن رهانه الثقافي، هو أن يبحث عن بناء علاقة تجاوب بينه وبين القارئ ، لأنه في حاجة إلى الكتاب، معبرا عن أسفه للتعثر الذي تعرفه عملية نشر كتبه بالمغرب، على عكس الخارج. شعار «تكريم مغاربة العالم»، كيف يقاربه الشاعر والكاتب عبد اللطيف اللعبي، كمبادرة ثقافية واعتراف بالكيان الثقافي المغرب المتواجد بالخارج؟ أظن أن الإقرار، بأن الشعب المغربي لم يعد يتكون فقط من الساكنة المتواجدة بالمغرب، بل من الجاليات المغربية المتواجدة بمختلف الأقطار عبر العالم، أظنه معطى إيجابيا. إذن، اليوم، أصبح ضمن الشعب المغربي مابين 10 الى 15 في المائة، كنسبة تشكل المغاربة الذين يعيشون خارج المغرب. لكن الجانب المثير في الأمر، أن الجالية المغربية، التي تنتمي إلى العقدين الأخيرين، ظهرت وسطها مجموعة من الأصوات الأدبية المغربية بلغات أخرى غير اللغة الأجنبية التقليدية (الفرنسية)، بل هنالك كتاب لهم مكانة في هولندا، إسبانيا، الولاياتالمتحدة، ألمانيا، كندا.. الذين يكتبون بلغات واسعة الانتشار عالميا. إذا أردنا، أن نقارن هذا المعطى مثلا، مع مقروئية الكتاب المغربي بالمغرب لمئات من الكتاب المغاربة الذين يعيشون بالمغرب مع ما ينتج وينشر بالخارج، سنجد مفارقة عجيبة، فهنالك كتاب مغاربة بالخارج الذين توزع كتبهم بعشرات الآلاف، بل أحيانا بمئات الآلاف. وإذا ما أردنا أن نتمعن في عدد جمهور القراء حاليا للأدب المغربي بكل مكوناته، سنجد أن 90 في المائة من قرائهم موجودون، إما بأمريكا أو أوروبا، وأحيانا في اليابان، وغيرها. إذن، الإقرار بهذه الظاهرة يعد في حد ذاته موقفا شجاعا وجديدا. أما كيف ينظرإلى الهجرة المغربية عادة؟ فينظر لها ك «بقرة حلوب»، لأنه في عُرف المغاربة المهاجر هو الذي يبعث بالحوالة، ولما يأتي للمغرب خلال فترة العطلة يساهم في إنعاش السياحة.. لكن من خلال المعرض الدولي للنشر والكتاب، يتجسد منظورآخر، يقدم لنا جالية مغربية مبدعة أيضا، تعطي شيئا آخر، والذي ليس بالضرورة قوة عملها، ولكن قوة فكرها ومخيلتها للبشرية، وليس فقط للشعب المغربي . أظن أن مستوى الأدب أو الفكر، مقياسه هو عندما يكون هذا الفكر والإبداع والمخيلة، يستطيع أن يصل إلى غير الشعب الذي هو منبعه أو أصله. وهذا هو مقياس الكونية للثقافة . سبق أن كانت لكم زيارات متعددة لمعارض الكتاب بباريس، برلين .. كيف تنظرون إلى «معرض الكتاب» كمشروع ثقافي، هل يساهم في الإجابة عن سؤال القراءة، الكتابة، والتعاطي مع الكتاب؟ ربما، يمكن أن يكون المعرض، عبارة عن معطى لإثارة الانتباه لمجموعة من الأشياء.. وخلال هذه الدورة الحالية، نجد أنه من بين العارضين بالمعرض، من يعرض «ماهب ودب» من كتب. وهذه ليست ملاحظاتي لوحدي، بل هي رأي العديد من الأصدقاء، بحيث أقدم أحد العارضين خلال هذه الدورة على عرض كتاب لهتلر. وهي مسألة لا تطاق، لأن هذا الكتاب، ذو مضمون عنصري، ويعرض من طرف ناشر عربي، وبالتالي السماح بعرض مثل هذه الكتب هي مسألة لا تطاق. قضية مثل هاته، تظهر أنه ربما أن المشرفين على المعرض غير مطلعين أو أننا نزكي إيديولوجية عنصرية قديمة، والتاريخ أثبت مدى خطورته على البشرية. فماذا أريد أن أقول من وراء هذا المثال؟.. هو أنه لابد من مراقبة أخلاقية، خاصة وأن المغرب يحاول أن يتموضع ضمن البلدان المتحضرة، وبالتالي لا يجب أن يقبل بعرض أي شيء.