فيما تواصلت أمس أشغال الاجتماع الثاني غير الرسمي بين الأطراف المعنية بنزاع الصحراء في جو من السرية والتكتم ، أكدت مصادر مطلعة لجريدتنا استمرار أجواء التوتر في مخيمات تندوف، حيث يواصل 56 من شباب وشيوخ قبيلة الركيبات العيايشة اعتصامهم أمام مقر قصر محمد عبد العزيز بالرابوني المعروف بالكتابة العامة ، وذلك احتجاجا على قيادة البوليساريو التي نكثت بوعودها المقدمة لشيوخ القبيلة منذ 2006 بمعاقبة المتسببين في قمع الانتفاضة الكبرى التي قاموا بها آنذاك ، وإعادة توطينهم في بلد آخر كما تنص على ذلك الاتفاقيات الدولية . وفي هذا الإطار، أوضحت مصادرنا أن موظفين تابعين لمفوضية اللاجئين حاولا الاتصال بالمعتصمين لمعرفة مطالبهم، إلا أن قوات الأمن التابعة للبوليساريو طردتهم بقوة مما أدى إلى اشتباك بين هذه القوات والمعتصمين أصيب على إثره المواطن « ابريلة الخير أيوب » 48 سنة، بكسر في يده . وكان المعتصمون قد هددوا بالدخول في إضراب عن الطعام ابتداء من يوم الثلاثاء الماضي ، إلا أن تدخل شيوخ بعض القبائل الصحراوية جعلهم يؤجلون الإضراب إلى يوم غد السبت،إذا لم تف قيادة البوليساريو بوعودها. وقد أكدت مصادرنا أن المعتصمين عازمين على مواصلة حركتهم الاحتجاجية مهما كلفهم الأمر، مضيفة أن هناك على الأقل 200 آخرين عبروا عن عزمهم الدخول في إضراب عن الطعام تضامنا مع المعتصمين لوضع حد للتعسف والاضطهاد الذي تواجه به قيادة البوليساريو كل من يحتج عليها، ووقف عمليات النهب والاغتناء غير المشروع من خلال تحويل المساعدات الدولية . وردا على ما يتعرض له أفراد قبيلة الركيبات العيايشة ، أصدر شيوخ وقبائل الصحراء المغربية بيانا تنديديا ، توصلنا بنسخة منه ، يستنكر بشدة « التصرفات والمعاملات التعسفية ، من ضرب واعتقالات وإقصاء واضطهاد ممنهج ....من طرف قيادة الانفصاليين والعسكر الجزائري عقابا لهم على الاحتجاجات التي تقوم بها القبيلة » وناشد البيان « الأمين العام للأمم المتحدة ، ومبعوثه الخاص..، وكافة المنظمات الحقوقية والإنسانية بالعالم للتدخل الفوري لرفع الحصار عن إخواننا وضمان حقهم في التعبير عن آرائهم» وقد علمنا أن شيوخ الصحراء المغربية يعتزمون توجيه رسالة خاصة إلى الأمين العام الأممي لوضعه في صورة ما يحدث بمخيمات تندوف، ومطالبة المنتظم الدولي بالتدخل لحماية المحتجزين ووضع حد للانتهاكات التي يتعرضون لها من طرف قيادة البوليساريو .