أفورار: الفلاح بين المطرقة والسندان تعتبر الفلاحة النشاط الاقتصادي الأساسي الذي تتعاطى له ساكنة منطقة لوطا بأفورار، مند أن تم ترحيلها من بين الويدان والنواحي على إثر بناء سد بين الويدان وإصلاح سهل تادلة ومده بشبكة مياه السقي. أغلب هؤلاء الفلاحين يمتلكون ملكيات مجهرية بإنتاج معاشي في عمومه يعتمد زراعة الحبوب والفول وأشجار الحوامض والزيتون والفصة للعلف. وبالنظر إلى سياسة التهميش والعزلة التي مارسها المخزن مند عقود على البادية المغربية، ومحاولة منا لتسليط الضوء على واقع فلاحين ينتمون إلى هذه المنطقة البدوية، فقد اتصلنا بمجموعة منهم ، الذين أوضحوا أن أوضاعهم لم تشهد تحسنا، بل زادت تأزما بفعل الارتفاعات المتتالية في كل وسائل الإنتاج وخصوصا مياه الري، آخرها الزيادة غير المنتظرة في التسعيرة والتي فرضتها مصلحة الري التابعة للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي على إثرها خاض مجموعة من الفلاحين وقفة احتجاجية صبيحة يوم الاثنين 1 فبراير 2010 أمام المكتب الجهوي المتواجد بمدينة لفقيه بن صالح. وللإشارة، فإن قنوات الرمي بمنطقة لوطا بأفورار متقادمة ومتآكلة بسبب غياب الصيانة. ينتج عنها ضياع نسبة مهمة من المياه التي يؤدي الفلاح أثمنتها دون الاستفادة منها ، وفي الوقت الذي يطالب فيه الفلاحون بإصلاح الشبكة يفاجؤون بضريبة جديدة تفوت لحوض أم الربيع. هذا من جهة ومن جهة أخرى فأثمان المحروقات والأسمدة والبذور في ارتفاع مستمر ، ناهيك عن الغموض الذي يشوب سياسة تحرير القطاع، كلها عوامل ساهمت في الوضعية المتأزمة والمشاكل المزمن التي يعانيها الفلاح المتوسط والصغير بهذه المنطقة.