منعت السلطات بمدينة تارودانت مسيرة كان المعطلون قد قرروا تنظيمها يوم أمس الأحد، في الساعة الرابعة بعد الزوال، لكي تجوب شوارع وأزقة المدينة، بيد أن السلطات قررت منعها لأسباب أمنية وطوقت المسيرة بمختلف قواتها احترازا لأي انزلاق محتمل. لكن هذا التطويق الأمني المشدد أدى إلى وقوع مناوشات بين المعطلين وقوات الأمن، أسفرت في النهاية على اعتقال 26 شخصا من بينهم 5 إناث تم اقتيادهم إلى مخفرالشرطة، حيث استمع إليهم بناء على أوامر وكيل الملك،قبل أن تقررالنيابة العامة لدى ابتدائية تارودانت إخلاء سبيلهم في وقت متأخر من الليل،بعد أن تابعت ستة منهم في حالة سراح. هذا وسبق لفرع الجمعية الوطنية للمعطلين بتارودانت أن أصدر بيانا شديد اللهجة وجه فيه اتهامه لعامل الإقليم، الذي تجاهل مطالب المعطلين ورفضه لمقترحاتهم،كما أخلف وعوده التي أعطاها في وقت سابق لهم بخصوص مناصب الشغل،حسب ما جاء في ذات البيان. وفي اتصال به، أكد مسؤول بعمالة تارودانت،أن المنع كان بسبب عدم توفرالمسيرة على ترخيص من السلطات،زيادة على كون مطالب المعطلين غير معقولة لأنهم يطالبون بالتوظيفات المباشرة التي لا دخل للسلطات فيها،بل هي مرتبطة في جميع القطاعات بالإمتحانات التي جرت بها العادة،وبالمناصب المالية التي توفرها الدولة بكل إقليم. وأضاف أن عامل الإقليم،لم يتجاهل مطالب المعطلين،بل قام في وقت سابق بتوفير20 منصبا في قطاع التربية غيرالنظامية كحل مؤقت،لكن المعطلين رفضوا مرة أخرى قبول هذه المناصب ،وتشبثوا بالتوظيفات المباشرة وببعض الإمتيازات التي يصعب توفيرها لهم.