خلال مداولات بالمحكمة العليا الإسرائيلية، قام أحد الحضور بإلقاء حذائه على رئيسة المحكمة دوريت بينيش، حيث أصابها الحذاء، وسط ذهول و استغراب الحضور، مما أدى إلى إصابتها بجروح على مستوى الوجه وسقوطها أرضا، وقد حاول الجاني مغادرة المحكمة إلا أن الأمن المتواجد قام بإلقاء القبض عليه. و تناقلت وسائل الإعلام مؤخرا خبر رشق أحد الرجال للرئيس السوداني عمر حسن البشير بحذائه، وذلك خلال مؤتمر عام بالعاصمة الخرطوم، مما أعاد إلى الأذهان قضية منتظر الزيدي الصحفي ، الذي أدخله حذاؤه التاريخ و حوله إلى بطل عربي، حين نطق بالشهادتين وخلع حذائه و أطلقه باتجاه بوش صارخا بكل القهر الجاثم على صدره منذ سقوط بغداد (هذه قبلة الوداع يا كلب). لكن الغريب في الأمر أن ينقلب السحر على الساحر كما يقال، فقد تعرض الزيدي للموقف نفسه خلال مؤتمر صحفي عقده في باريس، و المعتدي ليس سوى سيف الخياط ، صحفي عراقي، رمى بحذائه اتجاه الزيدي، إلا أن الأخير تمكن من تفاديها، و ذلك عندما كان الزيدي يتحدث عن رميه الحذاء في وجه بوش، وعلل الخياط فعلته باتهام الزيدي بالانحياز للديكتاتورية، و أنه رد اعتبار للصحفيين العراقيين ، و أضاف أنه (من أصبح بطلا بالحذاء يسقط بالحذاء ). وبعد استعراضنا للأحذية المتراشقة والأنيقة، إذ نستعرض وجهات نظر عجز أصحابها عن بلورتها في فكرة، و استخدام القلم للتعبير بدل الحذاء، تخيلوا أن كل شخص أراد أن يعبر عن رأيه يخلع حذائه و يرمي به ، حينها سيصبح المستفيد الوحيد هو بائع الأحذية، لأن كل شخص فقد حذاءه سيقوم بشراء آخر في انتظار فرصة أخرى للتعبير عن رأيه ، فقد انضاف الحذاء إلى وسائل التعبير، إضافة إلى الكلام و الكتابة، و يمكن اعتبارها أسرعهم للوصول إلى الهدف، و لا تمر على مقص الرقيب، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل هذا النوع الجديد من التعبير يدخل في نطاق حرية التعبير، خاصة و إذا كانت هذه الحرية تقوم على التعبير عن الرأي لان قيمة الإنسان تكمن في حريته، لكن ليس للحرية حدود إلا مسؤوليتها و التزامها، و حرية غير مسؤولة وغير ملتزمة تسقط في خانة العبث، خاصة إذا تحول هذا الرأي إلى ممارسة أي شيئ إلى فعل سيصبح مسؤول عن هذا الفعل فيما بعد.