على إثر الفيضانات الجارفة التي عرفتها جهة الغرب الشراردة بني احسن بإقليميها سيدي قاسموالقنيطرة منذ الاثنين الأول من شهر يناير 2010 ، حيث غمرت المياه العديد من المؤسسات التعليمية وصلت 69 مؤسسة بسيدي قاسم و30 مؤسسة بالقنيطرة،اضطرت الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والنيابتان الاقليميتان بكل من سيدي قاسموالقنيطرة الى اتخاذ مجموعة من الاجراءات والتدابير لتأمين الزمن المدرسي الضائع للتلاميذ، ومن ذلك نصب مجموعة من الخيام وتجهيزها بالوسائل الضرورية من طاولات وسبورات وغيرها من المستلزمات الدراسية، كما تم نقل بعض التلاميذ للمؤسسات القريبة والمجاورة التي لم تتضرر من الفيضانات. والتجأت نيابة القنيطرة إلى عملية الضم في بعض المؤسسات كحل مؤقت لتعويض التلاميذ عن حصصهم الدراسية الضائعة، كما هو الشأن في م.م سيدي عبدالعزيز بجماعة اولاد حسين ، وتدريس التلاميذ بمقهى، وكذا بمسجد كما هو الحال بم.م الهاشمي البحراوي فرعية الملاقيط بجماعة بنمنصور بإقليم القنيطرة ، وقد استعانت كل من الاكاديمية الجهوية والنيابتان بالسلطات المحلية والاقليمية، وكذا بعض المنتخبين من أجل نصب الخيام واستعمالها كقاعات للدرس والتحصيل، حيث استفاد في مخيم المنزه أزيد من 175 تلميذا وتلميذة في جميع المستويات ، وأشرف على هذه العملية حوالي 20 أستاذا و05 مدراء ومراقبون تربويون، سخرت لهم جميعا 03 سيارات للنقل، كما عرفت امتحانات الاسدس الاول تأخيرا نسبيا في بعض المؤسسات المتضررة من الفيضانات، إلا أنها بفعل الروح العالية التي عبرت عنها الاطر الادارية والتربوية بتنسيق مع النيابة الاقليمية بالقنيطرة والاكاديمية الجهوية ، استطاع التلاميذ اجتياز امتحاناتهم في ظروف جيدة ، فقد تم اتخاذ جميع التدابير بما فيها التغذية بالنسبة للتلاميذ الممتحنين، حيث كانت تصلهم في وقتها المناسب من داخليات بمدينة القنيطرة، خصصت لهذا الغرض، كما هو الشأن بالنسبة لاعدادية الوحدة بجماعة المكرن، والتي سبق أن تضررت من الفياضانات السنة الماضية وحظيت بزيارة السيدة لطيفة العابدة كاتبة الدولة المكلفة بقطاع التعليم المدرسي. وتختلف الأضرار المادية التي تسببت فيها هذه الفيضانات للمؤسسات من منطقة إلى أخرى ومن مرحلة إلى أخرى، فبعضها عزل عن الطرق المؤدية إليها وبعضها غمرته المياه، وبعضها انهارت أسوارها. وقد سبق للأكاديمية والنيابتين أن نظمت لقاءات عملية لصالح السيدات والسادة رؤساء المؤسسات في صيغ وآليات تدبير المخاطر، ورغم هذا الوضع فإن الدراسة لم تتوقف في جميع هذه المؤسسات بشكل كلي، بل إن بعضها توقف لمدة، واستأنف جزئيا أو كليا بعد مرور المياه. وبالتالي فإن التلاميذ يلتحقون بأقسامهم بمجرد مرور المياه الجارفة وتنقية الطرقات المؤدية إلى المدارس. وقد بادرت سلطات سيدي قاسموالقنيطرة إلى إيجاد حلول ملائمة كتجميع السكان في بعض المخيمات في مناطق آمنة ، وعموما يمكن القول بأن آثار الفيضانات كانت شديدة وبليغة وخطيرة على العديد من المؤسسات، وقد عادت نسبة عالية من المؤسسات إلى طبيعتها، لتبقى المدارس الأكثر تضررا والتي تصل إلى ثلاث مؤسسات بسيدي قاسم وسبعة بالقنيطرة، يتم اليوم حل مشاكلها بتنسيق تام مع السلطات التي بدأت تعمل على إرجاع سكان المخيمات إلى دورهم بالتدريج. أما المؤسسات التي استعملت في بداية هذه الفيضانات كمراكز للإيواء فقد تم إفراغها لتعود إلى طبيعتها ووظيفتها التربوية بعد تنظيفها وتطهيرها وتعويض تجهيزاتها المتضررة.