800 مليون دولار في السنة، هي قيمة صادرات المغرب في مجال صناعة الطيران، مما يؤكد التطور الملحوظ لهذا القطاع خلال السنوات الأخيرة، وبلغ عدد الشركات التي تعمل في قطاع الصناعات المرتبطة بالملاحة الجوية 90 شركة، تشغل ما يناهز8000 شخص. وقد أطلق المغرب مشروع مخطط تنمية الصناعات المرتبطة بالطيران سنة 2000. محددا استقطاب 10 شركات وتوظيف 1500 شخص، هذا العرض لقي إقبالا مهما من طرف المستثمرين الدوليين، ويرى المراقبون أن المغرب يخطو في اتجاه تطور سريع يجعله هذه السنة قادرا على رفع موظفيه إلى ما يفوق 11 ألف شخص. في ظل هذا الوضع، وهذه المعطيات تم تنظيم الدورة الثانية المعرض الدولي للطيران «أيرو إكسبو» بمراكش، وقد أكد أحمد رضا الشامي وزير التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة في مداخلة له بهذا المعرض، بأن المغرب قرر جعل قطاع صناعات الملاحة الجوية أحد ركائز الاقتصاد الوطني، مبرزا أنه منذ سنة 2005 عملت الحكومة المغربية على وضع استراتيجية وطنية للنهوض بصناعة الملاحة الجوية والتي تسير بشكل جيد. واعتبر الشامي العدد الهائل للمنعشين الخواص الذين نجحوا خلال بضع سنوات فقط في تنمية هذا القطاع الديناميكي والمتنوع، تطورا مهما جعل المغرب يقطع أشواطا هامة في مجال الملاحة الجوية، مضيفا أن هذا القطاع يضم شركات تمثل جميع سلاسل الإنتاج من الكابلات الخاصة بالمعلوماتية والملاحة الجوية ومكوناتها وجميع المواد والآليات التي تدخل في صناعة الطائرات والهندسة، موضحا أن ذلك يشكل أساس الصناعة المغربية التي تستجيب للمعايير الدولية. وشدد على الاستمرارية في الاستراتيجية التي اتبعها المغرب قصد مواكبة المقاولات التي ترغب في الاستقرار بالمغرب بغية استكمال أرضيتها التنافسية والمتميزة و أن الحكومة المغربية وضعت عرضا أكثر تنافسية من أجل تشجيع هذه المقاولات على الاستقرار بالمغرب، يتمثل في إجراءات مواكبة ناهيك عن التحفيزات الضريبية الهامة. من جهته، أكد كريم غلاب وزير التجهيز والنقل أن قطاع النقل الجوي بالمغرب يعرف دينامية كبرى وأكثر نجاعة متحدثا عن الاستراتيجية التي ينهجها المغرب في مجال النقل الجوي، معتبرا أن المغرب عمل على تحرير هذا المجال منذ سنة 2004 ووقع اتفاقية «السماء المفتوحة» مع الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالأمريكية، الشيء الذي جعل منه أول بلد يوقع هذا الاتفاق. كما أن استراتيجية تنمية قطاع النقل الجوي، جعلت المغرب يقول غلاب يخلق قطبا بمدينة الدارالبيضاء موجه للنقل الجوي الوطني والجهوي والدولي و أن هذه الأرضية تضم كذلك كل الخدمات المرتبطة بالنقل الجوي ضمنها التكوين والخدمات الصناعية وصيانة الملاحة الجوية. وشكل المعرض الدولي الثاني للطيران «أيرو إكسبو»، الذي استضافته القاعدة العسكرية الجوية بمراكش ما بين27 و 30 يناير 2010، فرصة للقاء والتبادل بين صناع ومنعشي قطاع صناعة الطيران من مختلف بقاع العالم والمسؤولين الأفارقة، وفرصة لإبراز صناعة الطيران المدني والعسكري بالمغرب وذلك من أجل تعزيز الدينامية التي تميز هذا القطاع حاليا على المستوى الدولي وتطوير أرضية صناعة الطيران الافريقية بالمغرب، و جعل المغرب سوقا جهوية في مجال تجهيزات الطيران المدني والعسكري، وملتقى للصناعات الصاعدة في المنطقة..ومن الأهداف الأساسية لهذا المعرض أيضا، موا كبة الإستراتيجية التي وضعتها الحكومة المغربية ومنعشي قطاع الطيران من أجل تطوير مجال صناعة الطيران وتعزيز المكانة التي أصبح يحتلها المغرب في مجالات الصناعات الخدماتية والصيانة والتكوين المرتبطة بهذا المجال. وقد ارتفع عدد العارضين بنسبة تفوق 30 في المئة مقارنة بالدورة الأولى، حيث شارك في هذه الدورة 400 عارض من مختلف بلدان العالم بينها 62 شركة من المغرب، وحضرت فرنسا بأكبر عدد من الشركات ب69 شركة بينما شاركت كل من بلجيكا ورومانيا واليونان لأول مرة في المعرض. وقد أولت الولاياتالمتحدة لهذا المعرض أهمية خاصة من خلال مشاركة شركاتها الكبرى في هذا المعرض ك: «لوكيد مارتان» و»بويينغ» و»رايتون» و»سيسنا» و» ويكر بيكرافت» و»أيرور بريسيزيون أندوستري» و»في أليكساندر كومباني». وأكد سفير الولاياتالمتحدة بالمغرب السيد كابلان أثناء تدشينه لرواق بلاده بالمعرض، عن شرف بلاده لمشاركة شركاتها الكبرى في هذا المعرض، معتبرا ذلك حدثا هاما حيث سيكشف عن التطورات التي يعرفها ميدان الملاحة الجوية. وقال السفير الأمريكي بأن(أيرو إيكسبو المغرب 2010 ) يعتبر فرصة للولايات المتحدةالأمريكية لعرض التقدم الذي وصلت اليه وإبراز جودة منتوجاتها وخدماتها في مجال صناعات وخدمات الطيران. هذا المعرض الذي أقيم على مساحة 60 ألف متر مربع ضمنها 25 ألف متر مربع مغطاة استقطب هذه السنة حوالي 40 ألف زائر و40 وفدا وهيأة دبلوماسية من مختلف البلدان.