«لقد وضعوا الصابو لعجلة سيارتي رغم أن الفارق المتبقي عن موعد توقفي هو عشر دقائق. لقد كنت عند الطبيب الذي يتابع حالة عيني المريضتين وخرجت من عنده لا أرى أمامي إلا الضباب ليعلمني أحدهم بأن سيارتي معتقلة، (دعيتهم لله) .. ياك هادو حكمت عليهم المحكمة آش باقيين كايديرو في زناقينا؟!». هذه صرخة لأحد المواطنين تلقيناها عبر الهاتف، يطرح المشكل الذي تسبب له فيه أصحاب شركة الصابو، الذين اعتقلوا سيارته وتركوه يتصل هنا وهناك عساه يجد من يشفي غليله. هي في الحقيقة حكاية مئات المواطنين مع هذه الشركة التي تسلطت على الشوارع والأزقة وأخذت «تعيث» تطاولا على السيارات . لقد صدرت أحكام قضائية سواء في مدينة الرباط أو الدارالبيضاء، تحرم على هذه الشركة المس بممتلكات الناس، ومع ذلك مازالت تزاول عنتريتها غير مبالية بما تقول به قوانين البلاد وما يصدرعن قضائها! والمشكل صراحة ليس لدى هذه الشركة في الدارالبيضاء، بل الكرة في ملعب مجلس المدينة، الذي رخص لها باستغلال أماكن التوقف ، حارما مئات الحراس من لقمة عيشهم، تحت غطاء «تنظيم السير والجولان في المدينة»، كما هو حال مدن العالم كباريس وبروكسيل وغيرهما. هل في الدارالبيضاء لدينا شارع يشبه شوارع تلك المدن؟ هل هيكلنا شوارعنا وأزقتنا وعملنا على تقوية بناها التحتية ولم يبق إلا جلب شركة ل «تحلب» الدراهم من الناس؟! وفي الأخير هل تحترم المؤسسات المنتخبة كلمة القضاء أم لا؟ التمادي في التطاول على سيارات المواطنين، لا يعني إلا شيئا واحدا ، هو أن المسؤولين أصحاب الصفقة مع هذه الشركة يغضون الطرف عن أحكام القضاء وكأنها أحكام صدرت في دجيبوتي أو غيرها، وهنا تكمن الخطورة، حينما نصبح أمام مؤسسات منتخبة لا يعلو القضاء على مزاجيتها أمام الملأ وأمام أزيد من 4 ملايين شاهد! للتذكير فقط، فإن هذه الشركة لا تؤدي بشكل منتظم مستحقات المدينة، وتطاولت على أزقة سيدي بليوط بدون وجه حق، وفي كل يوم تزحف بخطوطها هنا وهناك خلسة، ومع ذلك لا تجد رادعا!! فما السر وراء استقواء شركة الصابو؟