في ليل العذراء الباكي ذاب ملح الجرح فوق صدري و شدا طائري الحر على إيقاع الوحدة المقهورة لحنا بئيسا يائسا يشهد بيع القضية بالذي لا يساوم في رحبة الأوطان المحروسة و بدوري العربي الكسيح تأخذني آلام العزلة والمنفى أقرأ وصية عاشق ذبيح يستعيد شارة نصر عنيدة تقود مصير طفل يحلم ببحر بريء وهوية عين جريحة تفضح نشيد بوح صريح لا . . لن أدخل عمى السماسرة الأوغاد و أبيع الوطن و لا . . لن أموت بما شاءت كراسي المرحلة . و ها أنا عند انحناء الموج و غزوة الاسمنت المسلح أجرب فرحة النجاة من شماتة أعداء تفضحهم حريتي وراء حائط العار و الخيانة المهزلة المعجونة بأحجار الموتى الطغاة و مساحيق الخرافة القاسية و الريح نار . . و غبار . . و إعصار وملح مرشوشة فوق جراحات شهيد اغتاله حوار ملغوم و أوهام قبائل تتقاتل حول كرة منفوخة بالهراء تدخل ملعب الكرامة المهدورة بما تبقى من دعايات مفضوحة و حصار خائف مأمور يسلم الأرض صحبة الآتي المشؤوم لأشباح حديدية تنعي في ليلي المسيج برعب الأسطورة وجه أبي الهول المدفون عند ضفة الذل و الأمومة المزعومة . وها هو طفل القبة الصفراء حاملا ريشة الشهيد المدان يرى من كريان الحائط الممتد من الخليج إلى المحيط فيما يرى المهموم قرب سوق الكلب المنقرض و حظيرة الثيران المخصية شوارب بلون الحداد و كوفيات مزقتها ريح سموم تتمنطق بنادق خشبية محشوة بشعارات عشيرة دائخة و بضع رصاصات معطوبة انتهت صلاحياتها و إن كانت في مزادات القبائل المهزلة جاهزة كالعادة لرقص الحمير والبعير بين قصور الوهم الجوفاء و أبراج القوادة . و ها هي جحافل الشعر المأجور وخطب الأموات الغراء تمنحني صيحات أشباح تغني على إيقاعات « الوحدة و نص « موال :» يا ليل . . يا عين يا وقت الحسناء المفقودة ابتعد عن النار فهي تذبح !» و لا نار . . تأكل يومهم المشلول غير رعب الخواء و مرويات بليدة تخاف بركات رعديد تحاشى مراسي الحزن و الجرح . . و الأرض المستباحة و أمسك بخيوط نزوة عمياء تقبع داخل الأسوار رفقة مومياءات الفضاعات العارية و فزاعات مصاصي الدم المغدور تردد : لا اتفاق ولا نفاق و لا معابر و لا أنفاق و مقابرنا خلف الجدار لن تستقبل بعد اليوم دموع الثكلى أو رفات العذارى و لا حتى وصايا الشهداء .