في غياب حوار جدي ومسؤول وضرب العمل النقابي ومحاولة تهجينه من طرف مسؤولي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، نظمت النقابة الديمقراطية للإعلام السمعي البصري العضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل يوم أمس، وقفة احتجاجية بزنقة البريهي أمام مقر الشركة، شارك فيها زهاء 400 فرد من مستخدمين وإداريين وتقنيين وصحفيين بالاذاعة والتلفزة بالإضافة الى ممثلين عن بعض النقابات الديمقراطية المنضوية تحت لواء الفدرالية الديمقراطية للشغل كالعدل و الإسكان والمالية والفلاحة وممثلين عن هيئات المجتمع المدني وأعضاء الفريق الفدرالي بمجلس المستشارين. أدان المحتجون خلال هذه الوقفة الاحتجاجية المنهجية المتبعة في مجال التسيير والتدبير في الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة، والتي لا تعطي أي اعتبار للموارد البشرية والطاقات والكفاءات التي تزخر بها هذه المؤسسة، كما طالب المحتجون بوضع حل نهائي لمشكل الترقيات التي تعاني منه كل فئات المستخدمين والصحفيين، بالإضافة الى الزيادة في الأجور والانكباب على ملف التقاعد الذي لم تؤد الشركة المستحقات التي لازالت بذمتها منذ سنة 2006، واستنكر المشاركون في هذه الوقفة الاحتجاجية التي لم تمنعها الأمطار الغزيرة التي كانت تتهاطل بكثرة من الانتظام والاستمرار، التلكؤ و التماطل من طرف الإدارة لتحسين الوضعية المادية و المعنوية للعاملين، مطالبين في الآن ذاته بالكف عن أسلوب التهميش والإقصاء للكفاءات. كما طالبت النقابة الديمقراطية من خلال هذه الوقفة الاحتجاجية، بالتحويل الفعلي لشركة الاذاعة والتلفزة عن طريق التفاوض حول الاتفاقية الجماعية وتفعيل المسالك القانونية، وعبر المشاركون من خلال العديد من الشعارات المرفوعة في الوقفة الاحتجاجية عن رفض الإجهاز على المكتسبات وحقوق العاملين بالشركة وأكد عباسي الكاتب العام للنقابة الديمقراطية للإعلام السمعي البصري في هذه الوقفة الاحتجاجية، على أن العاملين بالشركة يقفون اليوم ليقولوا بالصوت العالي كلمة لا للإدارة ومنهجية تسييرها وتدبيرها في خمسة ملفات كبرى وأساسية بالنسبة لنا كنقابة، أولها سوء التدبير المالي بشكل بشع، وللتنديد بالصفقات المشبوهة، واستنكار التعيينات و التوظيفات التي تتسم بالمحسوبية والزبونية ويظهر ذلك جليا بتواجد 37 مديرا بالشركة، في غالبيتهم بدون مهام ومسؤوليات، وللمطالبة بتعجيل تسوية امتحانات الكفاءة المهنية ولحل مشكل الترقيات، واستغرب العباسي كيف يعقل أن تتحدث الشركة عن حسن التدبير والتسيير وهي لم تؤد المستحقات التي لازالت في ذمتها المتعلقة بالتقاعد منذ 2006. وصرح العباسي للجريدة أن تنظيم هذه الوقفة جاء بعد أن أغلق في وجهنا باب الحوار الحقيقي والمسؤول من طرف الإدارة، بحيث بعثنا للإدارة بخمس رسائل نطالب من خلالها بحوار فلم تلب هذه الأخيرة الطلب بل لم تكلف نفسها حتى الرد عن رسائلنا، فأين هي الشعارات التي ترفع على أن النقابات فاعل وشريك اجتماعي؟ فنقول نحن اليوم على أن النقابة الديمقراطية للإعلام السمعي البصري ستنظم وقفات احتجاجية مقبلة ، وتدعو كل العاملين لوحدة العمل النقابي حتى تحقيق المطالب المشروعة. وتناول الكلمة خلال هذه الوقفة عبد الحميد فاتحي نائب الكاتب العام للفدرالية الديمقراطية للشغل ورئيس الفريق الفدرالية بالغرفة الثانية، مؤكدا على أن هذه الوقفة لها رمزية قوية ودلالات كبرى، واعتبرها بأنها وقفة للشعب المغربي ككل للاحتجاج والتنديد بالرداءة التي تقدمها وتنتجها هذه الشركة بفعل أسلوب التسيير والتدبير الغير المعقلن، والذي لا يستجيب للمواطن المغربي في حقه في الأخبار والإنتاج الإعلامي والثقافي المتنوع، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الإعلام العمومي لا امتداد له على المستوى الوطني وبعيد كل البعد عن المواطن المغربي، فضلا عن أن لا تأثير له على المستوى الخارجي والجوار والمحيط الدولي. وفي السياق ذاته أشار رئيس الفريق الفدرالي على أن المغرب إذا كان قد تصالح في المجال الحقوقي والمسألة الأمازيغية وعدد من القضايا السياسية، فالمصالحة في المجال الإعلامي على ما يبدو لازالت بعيدة المنال ولم نتمكن بعد من جعل الإعلام القاطرة والبوابة التي تخلق الحركية والحيوية وأحد ركائز التنمية. ونددت لطيفة السابة الكاتبة العامة للمكتب النقابي للشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة، بالمراوغات التي تتهجها الإدارة في عدم الاستجابة لمطلب الزيادة في الأجور، بدعوى ارتفاع كتلة الأجور بالشركة، وقدمت الدليل على أن هذه القضية مجرد علل واهية حيث يتواجد بالشركة 37 مدير، ودعت العاملين والعاملات بالوعي بالظرفية الدقيقة والتكتل من أجل تحقيق المطالب وعلى رأسها التفاوض عبر الاتفاقية الجماعية.