أدى تهاطل الأمطار الأخيرة إلى امتلاء سدي الوحدة والقنصرة عند صباح أمس الخميس 14 يناير بنسبة 100% فيما ارتفعت نسبة امتلاء سد ادريس الأول إلى 91,9% وبذلك استمر انقطاع الطرق بالغرب بما في ذلك خط السكك الحديدية الرابط بين طنجة وسيدي قاسم والطريق الرابط بين حد كورث والخنيشات، بفعل فيضان وادي ردات، والطريق الرابط بين سيدي قاسم وبلقصيري بفعل فيضان سبو عند دوار الحميديين بالحوافات، غير أن بزوغ الشمس وهبوب الرياح ابتداء من صباح أمس خفف عن فلاحي المنطقة وأعاد الطمأنينة لنفوسهم، لأنهم يعتبرن أن استمرار هذا الجو لمدة 3 أو 4 أيام يكفي لتوفير شروط جني موسم فلاحي جيد بالمنطقة. المتتبعون لتطورات الوضع بالمنطقة يعتبرون أن الأوضاع لحد الساعة تعد بجني محصول جيد، وأنه يكفي أن تعمل المصالح المختصة على تعويض المنكوبين والوقوف إلى جانبهم عبر الدعم الكافي لزراعة محاصيل بذيلة وعبر توفير العلف الكافي إلى حين وفرة الكلأ، كما يعتبرون أن معالجة الأضرار التي تسببت فيها الفيضانات وتجمعات مياه الأمطار تمر بالضرورة عبر قطع الطريق على سماسرة الكوارث الذين يتخذون من التهويل معبراً للسطو على العقارات المتبقية من حوالي 50 هكتارا التي رصدتها الدولة في فيضانات الموسم الماضي لمواجهة الوضع والتي لم تستغل منها حتى الآن إلا العقارات التي خصصت لبناء 200 بقعة لفائدة المنكوبين، وفي نفس الوقت أن إقدام مديرية المياه والغابات على تخصيص 5 هكتارات لاستقبال المتضررين يساهم فعلاً في حماية الغابة من النهب والتخريب على غرار ما وقع في فيضانات الموسم الماضي. أما في جهة سوس ماسة درعة، فإن الأمطار التي تهاطلت بغزارة تسببت في إلحاق أضرار هامة بالمنتوجات الخريفية وقد ساعدت الرياح والأمراض على الرفع من مستوى الضرر. وفي هذا الصدد أكدت مصادر موثوقة أن قطاع الحوامض تعرض لخسارات تقدر بين 30% و 35% أي ما يعادل حوالي 20 ألف طن، وقد شملت هذه الخسارات منتوج الكليمانتين «نور» المعروف بجودته وبنضجه في وقت متأخر، أما بالنسبة لقطاع الخضر والفواكه فقد تم حصر الخسارات التي تعرض لها منتوج الطماطم في حوالي 100 هكتار منها ما تم إتلافه بفعل انجرافات التربة وفيض المياه، ومنها ما تعرض لخسارات بفعل الاستمرار في اعتماد النظام الكلاسيكي للبيوت المغطاة، إذ أدى تمزق الأغطية إلى تعريض المحاصيل لتقلبات جوية غير ملائمة، حيث أن تسرب مياه الأمطار المتبوع بدخول أشعة الشمس ساعد على ظهور بعض الأمراض التي تنتشر بسرعة فائقة لدرجة أن المساحات المتضررة ترتفع ساعة بعد أخرى وليس يوماً بعد يوم كما هو معتاد، وقد قدر مجموع المساحات المتضررة بما بين 2300 و 2500 هكتار منها حوالي 1500 هكتار من الطماطم، غير أن نفس المصادر أكدت أن إمكانية معالجة هذه الأمراض سهلة ما دام أن الأدوية متوفرة ولا تشكل أي أثر سلبي على الجودة.