في إطار الأنشطة التحسيسية والتواصلية التي يقوم بتنظيمها الفرع المحلي لجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض ببنسليمان لفائدة المهتمين بالمجال البيئي ، نظم هذا الأخير ورشة إنهاء المشروع المتعلق بحماية التنوع البيولوجي بغابة بنسليمان حول موضوع: « المؤهلات الطبيعية لغابة بنسليمان في خدمة السياحة البيئية» وذلك يوم الثلاثاء 29 دجنبر2009 بمركز الاستقبال التابع للمندوبية الإقليمية لوزارة الشباب والرياضة. شارك فيها ممثلو النوادي البيئية بالمؤسسات التربوية بالمجالين القروي والحضري وبعض الجمعيات المهتمة بالمجال البيئي وحضرها مسؤولون عن نيابة التعليم ... وتميزت بمداخلة الأستاذة الباحثة نادية مشوري التي قدمت عرضا وهو عبارة عن دراسة للمجال البيئي بغابة بنسليمان التي تزخر بغنى و وتنوع بيولوجي متميز يجعلها قبلة للزوار والمهتمين الذين يقصدونها لاكتشاف مزاياها والاستمتاع بجمال طبيعتها، حيث تطرقت إلى التنوع البيولوجي و المؤهلات الطبيعية التي تتميز بها الغابة التي تمتد على مساحة تقدر ب 12261 هكتارا وتقع بالقرب من العاصمتين الإدارية والاقتصادية و من المحيط الأطلسي الذي يمنحها مناخا خاصا وفريدا وهي تتكون من عدة نباتات وأشجار أهمها شجرة البلوط الفليني وهذا النوع من الأشجار ينتشر بحوض البحر الأبيض المتوسط ويعمر مابين 100 إلى 150 سنة ، وتشكل غابة بنسليمان الحدود الجنوبية لانتشار هذه الأشجار عالميا. كما أنها( الغابة) تضيف المحاضرة، تتوفر على عدة صخرات وضايات التي هي عبارة عن أحواض مائية تغطي 2%من مساحة الإقليم وتعتبر ذات منفعة بيولوجية وبيئية كبرى لما تتوفر عليه من غنى حيواني ونباتي، وتشكل موردا مائيا ثمينا للحيوانات والطيور المهاجرة. وإذا كانت غابة بنسليمان تتميز بتنوع المناظر والأوساط الطبيعية مما يجعلها قبلة للزوار الذين يقصدونها للتمتع بمناظرها الخلابة والاستمتاع بهوائها النقي والفريد، فإن هذا النشاط السياحي غير المنظم تكون له انعكاسات سلبية على التوازن البيئي خاصة بالأماكن ذات الهشاشة الإيكولوجية ويساهم إلى جوانب أخرى في تدهورالغابة. وقد تميز هذا اليوم الدراسي بمناقشات و مداخلات الحاضرين حيث أجمعت كل التدخلات على أن غابة بنسليمان تعتبر ثروة طبيعية وطنية يجب المحافظة عليها من التدهور الخطير الذي أصبحت تعرفه الغابة خلال السنوات الأخيرة ومن أهم مظاهر هذا التدهور الانتشار الواسع للمقالع بالمنطقة التي لايحترم أصحابها دفاتر التحملات مما يساهم في تلويث الأشجار والنباتات نتيجة الغبار المتطاير منها الشيء الذي ألحق أضرارا كبيرة بالوسط الغابوي وبساكنة المنطقة التي أصبحت تعاني من الضجيج الدائم بسبب الأشغال المستمرة ليل نهار بالمقالع مما نتج عن ذلك مشاكل صحية للسكان، وهذا ما دفع بعض المتدخلين إلى التساؤل عن دور الجهات المسؤولة والمختصة في مراقبة وحماية أمن وسلامة الساكنة وكذا في الحفاظ على الوسط الغابوي الذي أصبح في وضعية جد متردية ومتدهورة بسبب عدة عوامل ومشاكل طبيعية مرتبطة بالتطور العادي للوسط وبالتغيرات المناخية وأيضا بفعل تأثيرات بشرية كالسياحة العشوائية والزحف العمراني و عملية طرح النفايات بالغابة وقطع الأخشاب بشكل عشوائي في غياب مراقبة المصالح الإقليمية للمياه والغابات. وقد خلصت نتائج أشغال اليوم الدراسي إلى أن غابة بنسليمان تتميز بمؤهلات طبيعية متنوعة يمكن استغلالها في تنظيم سياحة بيئية وإيكولوجية وذلك بإقامة مرافق ترفيهية وألعاب للأطفال بالمناطق السياحية بالغابة ك»عين الدخلة» و»عين السفيرجلة» و» صخرة النمرة» قصد استفادة ساكنة المنطقة من بعض الأنشطة المدرة للدخل.