تسببت التساقطات المطرية الغزيرة التي شهدتها جهة الغرب خلال الأيام الاخيرة في ارتفاع منسوب مياه وادي بهت على مستوى الجماعة القروية المكرن على بعد حوالي 25 كلم شمال القنيطرة، مما أدى الى عزل العديد من الدواوير. وأفادت مصادر من المنطقة بأن هذه الدواوير، وخاصة تعاونية الخير واولاد بلخير ومحاجبة واولاد موسى ومعادة، أحاطت بها المياه من كل جانب واضطر سكانها الى استعمال زوارق تابعة للوقاية المدنية لمغادرة منازلهم وبلوغ بر الأمان. وتضيف نفس المصادر أن العائلات المنكوبة التي كانت تقطن قرب الوادي، وتحسبا من أن يباغتها ارتفاع مفاجئ لمنسوب المياه، غادرت مساكنها ولجأت الى أقارب لها في مناطق لم تبلغها المياه. وقد أغلقت بعض المؤسسات التعليمية أبوابها كما غمرت المياه أجزاء مهمة من الطريق الرابطة بين جماعة المكرن وسيدي يحيى الغرب مما يهدد بقطع الطريق المذكور أمام حركة السير في حال واصل منسوب مياه وادي بهت ارتفاعه. وحسب مصادر من المنطقة، فإن الأمطار الغزيرة تسببت أيضا في خسائر هامة بالنسبة لعدد من الفلاحين بالجماعة يصعب حصرها بدقة في الوقت الراهن، إلا أن الأمر المؤكد هو أن عشرات الهكتارات من المزروعات المتنوعة أتلفت تماما، والأسوأ هو أن فيضانات هذه السنة تأتي في وقت مازال الفلاحون يعانون من آثار الخسائر التي تسببت فيها فيضانات السنة الماضية. من جهة أخرى أفادت مصادر مسؤولة من المنطقة في اتصال مع الاتحاد الاشتراكي أن الدولة خصصت في السنة الماضية 50 هكتارا للمتضررين من فيضانات السنة الماضية في شكل بقع للسكن مع منحة تقدر ب 30 ألف درهم للمساعدة في البناء، استعملت منها حوالي 200 بقعة حتى الآن. ورغم أن الحالة العامة لمنسوب مياه وادي بهت لا تدعو الى القلق، فإن بعض سماسرة وتجار الكوارث أطلقوا العنان للشائعات والتهويل وأعينهم على البقع السكنية والمنح المرصودة للمتضررين من طرف الدولة. كما أن مديرية المياه والغابات قامت بتخصيص خمسة هكتارات لاستقبال المتضررين بالاتفاق مع السلطات المختصة تفاديا لعمليات النهب والتخريب التي تعرض لها الملك الغابوي خلال فيضانات السنة الماضية.