قبل أن تغادر سيدة في اتجاه الطائرة، أدرك فجأة الرجل الذي كان يرافقها أنه يحبها، فقرر خرق الإجراءات الأمنية المطار ليحصل على قبلة الوداع قبل الرحيل. لكن دون أن يخطر بباله أن تصرفه الرومانسي ذاك سيتسبب في إغلاق أحد أهم مطار دولي نيويورك، وتأخير رحلات الآلاف من المسافرين لعدة ساعات. وحسب ما توضحه الأشرطة التسجيلية الخاصة بالمصالح الأمنية لمطار ‹نيوارك ليبرتي› الدولي، فإن أحد رجال الأمن تقدم نحو الشخص المعني بالأمر وطلب منه الابتعاد عن الطوق الأمني الذي يمر عبره المسافرون العائدون قبل الوصول إلى بهو الاستقبال بالمطار. وفي لقطة أخرى، يبدو رجل الأمن وهو يغادر مكانه في اتجاه بهو المطار، وما كان روميو المطار ليضيع تلك الفرصة، إذ سرعان ما انحنى ومر أسفل الطوق الأمني ليلتقي بتلك السيدة التي كانت في طريقها للمغادرة بعد أن تجاوزت آخر نقطة تفتيشية. وبعد القبلة التي سجلتها كاميرا المراقبة، ابتعد الشخصان متشابكي الأيدي دون أن يتم تحديد هويتهما. لحظة بعد ذلك، عاد موظف الأمن إلى مكانه، لكن بعد أن وقع ما وقع، وهو ما سيتسبب في ما بعد في توقيفه عن العمل. ولقد قام بعض الشهود العيان الذين تابعوا ما حدث بإخبار سلطات أمن المطار، مما أدى إلى إعلان حالة استنفار بكافة أرجاء المطار وإغلاقه وتأجيل الرحلات والتأكد من هوية الآلاف من المتواجدين بالمكان وتفتيشهم كإجراء أمني. ولقد أثارت هذه العملية، التي تعتبر خرقا للإجراءات الأمنية المتبعة بأحد أهم المطارات الثلاث المحيطة بمدينة نيويورك، رجت كبيرة في الأوساط الأمنية سيما أنها جاءت في أعقاب محاولة تفجير الطائرة التي كانت تؤمن رحلة بين أمستردام وديترويت خلال الاحتفالات بأعياد الميلاد. وقال السيناتور فرانك لوتينبورغ من نيوجرسي، والذي كان وراء الكشف عن شريط ما وقع في المطار: «إنه من غير المقبول أن تتأخر سلطات المطار (الوكالة المكلفة بتدبير شؤون المطار) في الكشف عن هذا الشريط. أما الآن، وبعد نشره، يمكننا معرفة كل التفاصيل المتعلقة بما حدث في المطار». وكانت إحدى الطائرات التي تم استخدامها في الهجوم على برجي التجارة العالمية في الحادي عشر من شتنبر 2001 قد أقلعت من نفس المطار. ومن جهة أخرى، فقد أسفرت الإجراءات الأمنية الجديدة التي تم اتخاذها عقب محاولة التفجير الأخيرة، إلى إغلاق مطار كاليفورنيا لفترة من الزمن بعد أن تم الاشتباه في مادة لزجة كانت داخل حقيبة أحد المسافرين، لكن عملية التفتيش كشفت أن تلك المادة لم تكن سوى كمية من العسل.