يعيش البيضاويون في متم العشرية الأولى للألفية الثالثة بالعاصمة الاقتصادية، أكبر مدن المغرب مساحة ومكانا والقاطرة الرئيسية للاقتصاد الوطني، عدة إشكاليات في مختلف المناحي والأصعدة والتي تتفاوت حدتها من رقعة جغرافية إلى أخرى. منها ماهو لافت للانتباه ومكشوف بشكل صارخ ومنها ما لاينتبه إليها إلا القلائل إذا ما عايشوا الوضع تحديدا.. ومن بين هاته المشاكل «المستترة» عنونة الطرق والمحاور المشكلة للمدينة وترقيم المساكن ! أشارت إحدى الوثائق التي أنجزها قسم الرخص التجارية بدار الخدمات بمجلس المدينة، إلى أن مسألة العنونة تعرف اختلالات كثيرة ومتعددة مما ينعكس سلبا على جاذبية المدينة وعلى اقتصادها ، سواء في المجال السياحي أو الخدماتي، وبينت أن من بين الاختلالات التي يعرفها هذا المجال افتقاد عدد من الأزقة والمحاور الطرقية للأسماء، في مقابل أزقة أخرى متعددة تحمل نفس الاسم ، انعدام استراتيجية موحدة في مجال ترقيم بعض أزقة الأحياء وكذا المساكن والمحلات التجارية والخدماتية، وعدم وجود مرجعية لعنونة المدينة ... الدراسة التي أجريت في هذا الصدد أفضت إلى التعاقد مع إحدى الشركات من أجل تركيب 33 ألف لوحة خاصة بالأزقة و 400 إشارة خاصة بأسماء الشوارع بعدما تبين أن هناك خصاصا كبيرا في هذا الإطار يبلغ 10 آلاف و 977 زقاقا وشارعا بدون إسم ولارقم، تحتل مقاطعة عين الشق المرتبة الأولى في العجز «الترقيمي» ب 1565 زقاقا/شارعا، تليها مقاطعة سيدي عثمان ب 1260، فسيدي البرنوصي ب 1040 ثم الحي الحسني ب 968 وسيدي مومن ب 951 ، وفي المرتبة السادسة سيدي بليوط ب 813 ، وآنفا سابعة ب 744، تليها باقي المقاطعات البيضاوية التي يوحد بينها الخصاص والحاجة إلى علامات التشوير أيضا. 33 ألف لوحة و 400 إشارة ظفرت بإعدادها إحدى الشركات بناء على طلب للعروض خلال الولاية السابقة لمجلس المدينة، إلا أنه ومع مرور الأيام، لم تتغير وضعية شوارع وأزقة العاصمة الاقتصادية كثيرا رغم استفادة عدد منها من الإشارات واللوحات، إلا انه ومع ذلك تكفي جولة بسيطة لعدد منها للاطلاع على حال هاته اللوحات والإشارات التي فعل الدهر فيها فعلته، فهي إما «كُشفت» بفعل تعرضها لأشعة الشمس وقطرات الأمطار، أو مرمية على الأرض بالنسبة للموجودة منها، أما الغائبة فيمكن البحث عنها في برنامج «مختفون» ؟!