بدأت منذ سبعة أيام حملة التلقيح لعموم المواطنين ضد أنفلونزا الخنازير. وهي المرحلة التي تتوج مسارا وقائيا يشمل كل الفئات (باستثناء الأطفال الرضع الأقل من ستة أشهر، والنساء الحوامل اللواتي لم يتجاوز حملهن الشهر الرابع) . وفي غياب معطيات رسمية عن نسبة الإقبال على هذا اللقاح إلى حد الآن، فالمؤكد أن مخاوف كثيرة تساور المواطنين مما يمكن أن يترتب عن عملية التلقيح من آثار وتفاعلات. ولذلك أكدت وزيرة الصحة خلال تدخلها في إحدى الجلسات الأخيرة بمجلس المستشارين بأن الآثار المتخوف منها لا تخرج عن نطاق المتوقع، وهي تلازم عادة كل تلقيح ضد فيروس ما. ومع ذلك فالمطلوب أن تعزز الوزارة خطتها التحسيسية وتنوعها لإقناع المواطنين بالإقبال بكثافة على التلقيح. وسيكون من المفيد، ضمن هذه الخطة، أن يرى الناس الوزراء والبرلمانيين والفنانين ومختلف الشخصيات العمومية ، في خطوة رمزية، يمدون الأذرع للقاح في التلفزيون ووسائل الإعلام كما فعل ذلك وزراء الصحة في أقطار عديدة، وكما تعبأت هذه الشخصيات، مثلا، في حملات سابقة همت السيدا وفحص الأثداء وغيرها. ظهور بمثل هذا الحجم سيوجه إشارة طمأنينة أخرى تنقل الجهد المبذول من الخطاب إلى الفعل. وكم نحتاج إلى الطمأنة خصوصا أن الوزيرة تِؤكد احتمال التزايد المتنامي للإصابات في فصل الشتاء، خاصة في شهر أبريل القادم. فهل نقدم جميعا على خطوة جهدها قليل ونفعها كثير؟