دخلت عملية التلقيح ابتداء من يوم أمس الأربعاء 30 دجنبر2009، مرحلة الشباك المفتوح في وجه جميع المواطنين الراغبين في التطعيم ضد أنفلونزا الخنازير، باستثناء الأطفال الرضع الأقل من ستة شهور ، والنساء الحوامل اللواتي لم يبلغ حملهن الشهر الرابع. وستتم عملية التلقيح بجميع المراكز الصحية المخصصة لهذا الغرض عبر التراب الوطني والبالغ عددها 1258، والتي توجد لوائحها بمقرات الجماعات المحلية، الدوائر، المؤسسات الصحية وكذا على الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة. ويأتي قرار فتح عملية التلقيح في وجه جميع المواطنين الراغبين في ذلك بهدف حماية أكبر من الإصابة والحد من انتشار هذا المرض الذي يسري بوتيرة كبيرة خلال الفترة الباردة، كما عاشت ذلك بلادنا و تفاقم عدد الإصابات وتم تسجيل حالات وفيات من جهة؛ ومن جهة أخرى لأن المغرب استطاع توفير كمية من اللقاحات كافية لتطعيم ثلثي الساكنة. والتلقيح وسيلة فعالة للوقاية والحماية من الأنفلونزا، يتكون من مادة حيوية تكسب الإنسان، بعد حقنها للجسم، مناعة تقيه من الإصابة بالفيروس أو التخفيف من حدة الإصابة في حالة حدوثها. وكانت وزارة الصحة في المرحلة الأولى لظهور المرض، شكلت لجنة وطنية للخبراء مهمتها تحديد الفئات التي سيتم تلقيحها حسب الأولوية. وبالفعل قدمت هذه اللجنة تقريرها الذي تم تحديثه موازاة مع تطور المعطيات العلمية والطبية الصادرة عن الهيئات الوطنية والدولية ذات الاختصاص والمعتمدة من طرف منظمة الصحة العالمية. وشكل هذا التقرير وخاصة لائحة الفئات التي يجب تلقيحها حسب الأولوية أرضية الوزارة التي انبنى عليها برنامج التطعيم الذي يدخل اليوم المرحلة الأعم والأشمل. تطرح الآن مسألة المضاعفات: هل للتلقيح ضد أنفلونزا الخنازير مضاعفات جانبية؟ نعم للتلقيح ضد أنفلونزا AH1N1 مضاعفات جانبية متوقعة، لكن قبل تفصيلها لابد من التأكيد على مسألتين اثنتين وهما: 1- إن كل دواء أو تلقيح غير خال مائة بالمائة من المخاطر ويمكن أن يخلق آثار جانبية عادية في غالبية الأحيان ونادرا ما تكون هذه الآثار خطيرة، 2- يمكن أن يصاب الأشخاص الملقحون بمرض تزامنا مع فترة التلقيح، ويتم ربط المرض بالتطعيم وهو غير صحيح. وتتلخص المضاعفات الجانبية للقاح AH1N1 في احمرار وانتفاخ في موضع الحقن، حمى وصداع في الرأس أو غثيان، ولكنها تزول في وقت لايتعدى يوما أو يومين على أبعد حد. وتبقى متلازمة Guillain- Barré مضاعفة استثنائية للأنفلونزا الموسمية، تبلغ نسبة حدوثها 2.8 حالة لكل مائة ألف نسمة في الحالات العادية، وتصل نسبة حدوثها أوجها بعد الإصابة بالأنفلونزا الموسمية حيث تتراوح بين 4 و 7 حالات لكل مائة ألف مصاب بالأنفلونزا الموسمية، فيما لا تتعدى هذه النسبة حالة واحدة لكل مليون ملقح. و تفيد إحصائيات الوكالة الصحية الأمريكية أنه يتم، عبر العالم، تسجيل حدوث 47 من المضاعفات الجانبية لكل مليون تلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية فيما يبلغ هذا الرقم 82 لكل مليون تلقيح ضد انفلونزا . AH1N1 وتفيد نفس المعطيات أن الأعراض الجانبية الخطرة تصل إلى ثلات حالات لكل مليون تلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية فيما يعرف هذا الرقم زيادة طفيفة حيث بلغ 4.4 حالة لكل مليون تلقيح ضد أنفلونزا . AH1N1 و بالمغرب وبعد تلقيح حوالي أربعمائة ألف نسمة، لم تتعد الأعراض الجانبية التي تم تسجيلها لحد الآن من طرف المركز المغربي لمحاربة التسممات واليقظة الدوائية الأعراض العادية باستثناء تسجيل ثلاث حالات تدخل في خانة الشبه الخطرة لكنها تطورت بالإيجاب بعد الاستشفاء.