سفيان الفشتالي طفل معاق ذهنيا، تقطن عائلته بحي سيدي معروف الرابع بالنفوذ الترابي للفداء، يعاني أيضا من مرض الربو، مما يستدعي عرضه مرة كل شهر على طبيب مختص لإجراء الفحوصات اللازمة. وهي محنة إضافية تزيد من تأزم حياة سفيان، الذي وجد رفيقا له، لا يفارقه ولو لحظة واحدة، في نظره، هو الصديق والرفيق والأنيس، حيث يجد معه راحته التي ما بعده راحة. هذا الأنيس ليس بشراً ولا حيوانا، إنه جهاز «بورطابل» لا يشبه البورطابلات العادية التي يتوفر عليها بقية الناس ، في مختلف بلدان المعمور.. بورطابل سفيان خشبي ولا نظير له. يقول الشقيق الأكبر: إن هذا البورطابل يشكل كل شيء عند سفيان، وأصبح جزءاً لا يتجزأ منه ، لا يفارقه ليلا ولا نهاراً، يخرجه من جيبه، ويرد على المكالمات الوهمية التي تصله وبصوت عال أحياناً ، ليثير بذلك انتباه المحيطين به، كأنه طفل عادي ..» ويضيف الأخ: إنه يقلد في مكالماته شخصيات مهمة، فتراه يقول: أنا دابا ما مساليش، حتى انسالي وانعيط عليك.. ما تبقاش اتصدعني.. أنا ما مساليش ليك...» وعبارات وجمل مماثلة يريد عبرها أن يلفت انتباه الآخرين ، من أفراد الأسرة وغيرهم. حكاية البورطابل الخشبي لسفيان أثيرت في الصبيحة التي أقيمت بالمركب الرياضي لمرس السلطان، وقدمه سفيان شخصياً لعامل المنطقة، ليس كهدية ولكن فقط ليؤكد له أنه هو الآخر يتوفر على بورطابل، وأنه يستعمله كباقي الناس. عائلة هذا الطفل، أكدت لنا، على هامش «الصبحية» أن سفيان يعيش فعلا لحظات «استثنائية» متأبطا «بورطابله» الخشبي، في كل لحظة وحين، وكأنه وجد فيه متنفسا، أو«بلسما» يُنسيه إعاقته ومرضه (الربو) اللذين يحرمانه من الاستمتاع من «الطفولة العادية»!