ألقت مصالح الأمن التابعة للمنطقة الأمنية للبطحاء بفاس ليلة 30 دجنبر 2009 ، القبض بحي الأطلس على المواطن السينغالي (لِيل جبريل، 32 سنة) و هو طالب يتابع دراسته الجامعية بجامعة القاضي عياض بمراكش.وذلك بعد أن رصدته عناصر فرقة الأبحاث والتدخلات بناء على الإفادة التي توصلت بها مصالح الأمن من فاعلة جمعوية بمنطقة جنان الورد والتي سبق لها أن تعرفت عليه بمعية اثنين من مواطنيه ولبناني بمناسبة إحياء ذكرى رحيل شيخ الزاوية التيجانية التي احتضنتها الزاوية خلال المدة الأخيرة بمدينة فاس، حيث ربط هؤلاء الأجانب الأربعة الاتصال بالفاعلة الجمعوية المغربية وأخبروها بأنهم يحملون لجمعيتها بفاس هبة مالية من إحدى الزوايا بالسينغال اعترافا بعملها الخيري واهتمامها الملحوظ بالطريقة التيجانية، ذلك أن الفاعلة الجمعوية بفاس تسلمت - بناء على إفادتها - صندوقا خشبيا يحوي أوراقا مالية من فئة الدولار الأمريكي بقيمة 750 ألف دولار كانت ملطخة عند تسلمها لها بمادة الصباغة من اللون الأخضر الفاقع، الشيء الذي حدا بأفراد عصابة تزوير الدولارات وتوظيفها في عمليات النصب، إلى إفهام الفاعلة الجمعوية المغربية بأنها مطالبة بإزالة مادة الصباغة من على الدولارات حتى تتمكن من حيازتها سليمة والتصرف فيها، و ذلك من خلال اقتناء مادة منظفة باهضة الثمن من الخارج حددوا لها مصاريف العملية في 670 ألف درهم، بعد أن قاموا بإجراء تجربة عاينتها بمنزلها على 3 أوراق مالية صحيحة من الدولار الأمريكي من فئة 50 و 20 و 5 دولارات تم تنظيفها بواسطة مواد كيميائية كانت بحوزتهم والتي حجزتها الشرطة. وعلى إثر إقدام الفاعلة الجمعوية بإخطار الشرطة بما تم عرضه عليها من قبل المواطنين السنغاليين الثلاثة وشريكهم المواطن اللبناني، بعد أن اشتمت رائحة ملعوب قد يكلفها حياتها، بادرت مصالح الشرطة بفاس إلى نصب كمين لأفراد العصابة التي ربطت بهم الفاعلة الجمعوية الاتصال، موهمة إياهم بقبولها لعرضهم، فتم تحديد مكان استلام المبلغ المالي الضخم المطلوب لأجل تنظيف الدولارات الملطخة بالصباغة، حيث تم إلقاء القبض على الطالب السينغالي «ليل جبريل» فيما يزال البحث جاريا عن شركائه الثلاثة ويتعلق الأمر بالمسمى داوود، سينغالي الجنسية يقيم بلبنان، وعمر سينغالي يقيم بالمغرب، والمدعو الحاج مصطفى في عقده السادس ذي الجنسية اللبنانية، ويتردد كثيرا على المغرب. هذا، وما تزال مصالح الأمن تتابع مجريات هذا الملف/القنبلة التي انفجرت بين أيدي ثلاث أجهزة أمنية، بعد أن تمكنت من حجز الدولارات المزورة بقيمة 750 ألف دولار وكمية من المواد الكيميائية التي عُرضت على المختبر الجنائي. فيما أحيل الطالب السينغالي المعتقل على وكيل الملك بمحكمة الاستئناف بفاس في حالة اعتقال صباح الخميس 31 دجنبر 2009 . يذكر أن مدينة فاس التي حج إليها بكثرة المواطنون الأفارقة جنوب الصحراء خلال الشهور الأخيرة واستقروا بالعديد من الأحياء الراقية والشعبية، وهم يتعاطون بشكل كبير لمهن التجارة والخدمات، وجدوا في فاس الوجهة المفضلة لعصابات منظمة مختصة في صنع واستنساخ وترويج وحيازة أوراق نقدية مزيفة من جميع العملات المغربية والأجنبية، حيث سبق للسلطات الأمنية بفاس أن فككت خلال شهر أكتوبر من السنة المنصرمة، شبكة متورطة في تزوير العملة تتكون من 3 أشخاص من بينهم مواطنان من مالي يقيمان بفاس بشكل غير قانوني، اعتقلا بحي «اعوينات الحجاج»، فيما اختفى شريكهما الثالث (مهندس العمليات والعقل المدبر للشبكة) بعد أن سطا على 5 ملايين سنتيم تعود لأحد تجار الحي.