قصة المواطنة المغربية التي أقدمت على محاولة الانتحار بأحد مستشفيات فاس، عند علمها بإصابتها بأنفلونزا الخنازير، تطرح أكثر من سؤال، أولا، لنظرة بعض المغاربة الى هذا الداء المرتبط بالخنزير الذي ينظر إليه المغاربة نظرة تكاد تكون موحدة، وهي نظرة لها مرتكزها الديني الذي يجعل منه حيواناً نجساً وقذراً ومحرماً. ثانياً، حول دور وسائل الإعلام المغربية العمومية والخاصة في تعريف عموم المواطنين بهذا الداء، وإن كانت هذه الوسائل قد نجحت فعلا في نزع بعض الرُّهَاب الذي صاحب الظهور الأول لحالات الإصابة الأولى بهذا المرض لدى البعض. وثالثاً وهو الأهم، كيف يُبلغ الأطباء مرضاهم عند اكتشاف إصابتهم بهذا المرض، وهل يستعين أطباؤنا ببعض المختصين في الطب النفسي لإخبار بعض المرضى من المصابين بأنفلونزا الخنازير أو السيدا والسرطان مثلاً، بالطريقة التي تجعلهم يتقبلون أمراضهم. من المؤكد أن نظرة هذه المصابة لأنفلونزا الخنازير كانت وراء محاولتها الانتحار، لكن يبدو أن ثمة تقصيراً إعلامياً وفي التواصل أيضاً مع أمثال هؤلاء المرضى.