في عام 1982، أطلق فريق «ذي كلاش» لموسيقى الروك أغنيته الشهيرة «هل أبقى، أم أرحل ؟».. وبعد مرور حوالي 28 عاما، أصبح اسم الأغنية سؤالا يتردد كثيرا في ذهن المدرب جوسيب غوارديولا، المدير الفني لفريق برشلونة الإسباني لكرة القدم. فقد أصبح غوارديولا مطالبا في الوقت الحالي بتحديد موقفه من توقيع عقد جديد مع الفريق، حيث يمتد عقده الحالي حتى نهاية الموسم فقط ، أي يونيو 2010. علما بأنه تلقى العديد من العروض المغرية للتدريب في إيطاليا وإنجلترا، بعد النجاح الهائل الذي حققه مع برشلونة عبر الموسمين، الماضي والحالي. ويبدو الاختياران في غاية الإغراء لغوارديولا، سواء قرر الاستمرار مع الفريق، أو قبول أي من العروض الأخرى المغرية التي تلقاها. وحقق غوارديولا (38 عاما) مع الفريق إنجازا هائلا لم يحققه فريق من قبل، حيث يستحوذ الفريق حاليا على ألقاب ست بطولات مختلفة في آن واحد، مما جعل غوارديولا أكثر المدربين الشبان في العالم تلقيا للإشادة، والعقود المغرية. ولا تكمن شهرة غوارديولا أو جذبه للاهتمام والعروض المغرية من الأندية الكبرى الأخرى في حصوله مع الفريق على الألقاب الستة، وإنما بسبب الطريقة التي استحوذ بها مع الفريق على هذه الألقاب، من خلال الأداء الكروي الراقي والجمالي. ومع هذا النجاح الكبير، الذي حققه غوارديولا مع برشلونة واعتلى به عرش كرة القدم العالمية على مستوى الأندية، أصبح بمقدوره أن يحدد المقابل المادي الذي يريده والشروط التي يتضمنها عقده الجديد، سواء مع برشلونة أو أي فريق آخر. ويراود الأمل بشدة صحفيتي «موندو ديبورتيفو» و«سبورت» الرياضيتين، اللتين تصدران في إقليم كطالونيا، معقل فريق برشلونة، في أن يوقع غوارديولا على عقد جديد مع الفريق، وأن يكون ذلك في اجتماعه المقبل مع خوان لابورتا، رئيس النادي. وكشف استطلاع للرأي أجرته الصحيفتان على موقعيهما بالأنترنت أن الغالبية العظمى من مشجعي برشلونة يأملون في استمرار غوارديولا. ورغم ذلك، أظهر الاستطلاع وجود حالة من الشك والقلق بشأن نوايا غوارديولا. وذكرت صحيفة «سبورت» في عددها يوم الاثنين أن غوارديولا لن يحدد موقفه بشأن الاستمرار أو الرحيل، إلا بعدما يتضح الموقف بشأن الرئيس الجديد للنادي. وتنتهي فترة رئاسة لابورتا للنادي الصيف المقبل، مثل غوارديولا، على أن تقام انتخابات النادي في الفترة من 15 مارس إلى 15 يونيو المقبلين. وأوضح جوسيب مرارا أنه لا ينتسب إلى أي من المرشحين المحتملين للمنافسة على رئاسة النادي، والذين يريدون جميعا استمراره مدربا للفريق. ويتمتع غوارديولا بشهرة وشعبية كبيرة في نادي برشلونة منذ بدايته في النادي ، ففي أبريل 1986، نسي مهامه كأحد ملتقطي الكرات على جانبي الملعب (15 عاما) واندفع بسرعة إلى داخل الملعب للاحتفال بفوز الفريق على غوتنبرغ السويدي بضربات الترجيح، في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا. وأصبح الصبي المتواضع، محور الارتكاز في «فريق الأحلام» لبرشلونة تحت قيادة المدرب الهولندي يوهان كرويف خلال ثمانينيات القرن العشرين. وبعدها ترك غوارديولا فريق برشلونة ليشق طريقه في الدوري الإيطالي، لكنه كان دائما يعتزم العودة إلى ملعب «كامب نو» معقل برشلونة. ونجح في تحقيق هذا الهدف عام 2008، عندما فجر النادي مفاجأة كبيرة وتعاقد معه ليكون مديرا فنيا للفريق بعد عام واحد ناجح مع الفريق الثاني، للنادي وذلك في دوري الدرجة الثالثة بإسبانيا. ويبدو أن الأمل يراود صحيفتي «ماركا» و«آس»، اللتين تصدران بالعاصمة الإسبانية مدريد في ألا يجدد غوارديولا عقده مع برشلونة، وهو ماقد يصب في صالح ريال مدريد. وعلقت «ماركا» في عددها يوم الاثنين بأن مشجعي برشلونة «يشعرون بالقلق من فقدان المدرب، الذي نجح في أن يجعل من فريقهم أفضل فريق في العالم». وأضافت الصحيفة «يأمل مشجعو برشلونة، بشيء من القلق، في أن يمدد غوارديولا عقده مع النادي حتى لا يستيقظوا من الحلم الذي يعيشونه حاليا». كما أشارت إلى أن أندية ميلان وأنتر ميلان الإيطاليين، ومانشستر يونايتد وليفربول الإنجليزيين، تسعى للتعاقد معه.