بتنسيق مع المنسقية الجهوية للتنمية الاجتماعية، نظمت جمعية الحكامة والتنمية المستدامة، بتعاون مع كل من جمعية نادي الطليعة السينمائي وجمعية ملتقى الشباب للتنمية، يوما دراسيا حول الموضوع السالف الذكر، وذلك يوم السبت 12 دجنبر 2009 بقاعة الخزانة البلدية بمدينة سيدي سليمان. وقد استفاد من هذا اليوم الدراسي، إضافة إلى الأشخاص الذاتيين الراغبين في خلق مشاريع خاصة، مختلف الجمعيات الفاعلة في مدينة ودائرة سيدي سليمان بما في ذلك الجمعيات التنموية، والثقافية، والرياضية، والبيئية، وجمعيات آباء وأولياء التلاميذ، وجمعيات مدرسة النجاح، والجمعيات المكلفة بتدبير مؤسسات الرعاية الاجتماعية من دور للأطفال، ودور الطالب والطالبة، ودور العجزة ... فبعد الترحيب بالحضور، ركزت الكلمة الافتتاحية، التي ألقاها رئيس جمعية الحكامة والتنمية المستديمة، على ضرورة تحويل إرادة الدولة وبرامجها التنموية إلى آلية لترسيخ منطق تنموي جديد يمكن من إدماج كل مكونات المجتمع المدني، أفرادا وجماعات، في التنمية الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية، عبر ابتكار الأفكار في مجال المشاريع بمختلف أنواعها. كما اعتبر أن تدخلات كل من وكالة التنمية الاجتماعية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ذات الطبيعة بإمكانها أن تتحول إلى محفزات محورية جديدة للإدماج الأنسب للنساء والرجال والشباب في المجالين الاقتصادي والاجتماعي وإعطائهم فرصة تحصيل كفاءات تؤهلهم للانتماء الأمثل داخل المجتمع. كما دعا بالمناسبة إلى تكريس جهود المؤسستين في مجال التربية والتعليم والتكوين من خلال خلق الآليات الضرورية لتمكين جمعيات آباء وأولياء التلاميذ وجمعيات مدرسة النجاح من اقتراح المشاريع التي ستمكن من الرفع من مستوى إدماج المدرسة في محيطها المجتمعي والأسري، ومن ثم تعميم القواعد السليمة العلمية للتربية. وبعد تلاوة أرضية اليوم الدراسي، وكلمات الجمعيات المنظمة، وكلمة المجلس البلدي، وكلمة المنسقية الجهوية للتنمية الاجتماعية، أعطيت الانطلاقة للعروض المتعلقة بالمحورين المبرمجين في هذا اليوم. هكذا فقد عرضت المنسقة الجهوية، في محور أول، تقييما مفصلا لتجربة وحصيلة المنسقية الجهوية لوكالة التنمية الاجتماعية، وكذا الأدوار الجديدة لهذه المؤسسة في مجالات تقوية الكفاءات في صفوف الفاعلين المحليين، وتشجيع الأنشطة المدرة للدخل الفردية والجماعية، وهاجس تحقيق شراكات الوكالة في المجال الصحي والتربوي وقطاع الشباب والثقافة. أما المحور الثاني، فكان على شكل ورشة تقنية خصصت لتقديم التفاسير اللازمة في شأن إعداد المشاريع وآليات المصادقة عليها، وتوضيح المساطر المتعلقة بتمويلها. وفي هذا الإطار تكلف اطر الوكالة بالجانب الخاص بمؤسستهم بينما تكلف رئيس الحكامة والتنمية المستدامة بالجانب المتعلق بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وقد توج هذا اليوم بقراءة التوصيات التالية والمصادقة عليها: 1 اعتبار السياسة الاجتماعية والتنمية البشرية آلية لترسيخ العمل الجماعي. 2 ضرورة الاهتمام بالمشاريع الخاصة بمقاولات الأشخاص ومشاريع التشغيل الذاتي بنفس القدر الذي تحظى به المشاريع المدرة للدخل المقترحة من طرف منظمات المجتمع المدني. 3 إعطاء الأولوية لتكوين منظمات المجتمع المدني بمختلف القطاعات. 4 إعطاء الأولوية لتنظيم تكوين خاص لجمعيات مدرسة النجاح وجمعيات آباء وأولياء التلاميذ. 5 خلق المحفزات الضرورية لتقوية حركية وداديات الأحياء وضمان فعاليتها في مجال تنشيط الأحياء وتنميتها بالمجال الحضري. 6- ضرورة بلورة استراتيجية عمومية لإدماج كل مكونات المجتمع المدني في بلورة البرامج والمخططات التنموية المحلية، والإقليمية، والجهوية. 7- دعم المشاريع التعليمية والتربوية عبر جمعيات مدرسة النجاح وجمعيات آباء وأولياء التلاميذ من خلال خلق فضاء تشاركي واضح المعالم بين المجالس المنتخبة المحلية، والإقليمية، والجهوية، والقطاع الوزاري المختص، ووكالة التنمية الاجتماعية، والأقسام الإقليمية للعمل الاجتماعي، كما هو معمول به فيما يخص دعم مؤسسات الرعاية الاجتماعية. كما تم التركيز على ضرورة إعطاء الأهمية لقطاعي التعليم الأولي والدعم التربوي. 8- الدعوة إلى تعديل قانون الجمعيات بشكل يمكن من تبسيط مساطر التأسيس ومن خلق دينامية قوية للفعاليات الجمعوية وتسهيل عمليات التواصل من خلال دراسة إمكانية إيجاد حلول قانونية لمشكلة الترخيص التي ستمكن الأطر الجمعوية من الاستجابة للدعوات المؤسساتية وحضور اللقاءات والاجتماعات الرسمية و غير الرسمية. 9- تطوير آليات التحسيس والإشهار لتعميم الفائدة بشأن محتوى برامج مؤسسات التنمية الاجتماعية والبشرية خصوصا عندما يتعلق الأمر ببرامج جديدة كتمويل المشاريع الفردية، ومشاريع التنشيط الاجتماعي (الأنشطة ذات الطابع الطبي، القوافل الطبية، دعم التمدرس الجيد، دروس التقوية، توزيع المستلزمات المدرسية والنظارات الطبية والآلات السمعية، دعم الاحتياجات الأساسية، توزيع الألبسة والأغطية والأطعمة والمساعدات العينية، الأنشطة ذات الطابع الاحتفالي والترفيهي، التخييم الجماعي،...)، والثقافي (السهرات والاحتفالات، السينما، المسرح، الجلسات الأدبية والشعرية، جمع التجارب والخبرات والحكايات الشعبية، المسابقات الثقافية للشباب،...)، والرياضي (تنظيم المباريات الرياضية، الرياضة للجميع، الرياضة الترفيهية والصحية،...)، والبيئي (التربية البيئية، بلورة مشاريع أحياء وجماعات نظيفة، ومتضامنة، وخضراء، ومبدعة، ومبتكرة، ونشيطة، ومتضامنة). 10- تكليف جمعية الحكامة والتنمية المستدامة بتتبع تنفيذ التوصيات السالفة الذكر وتقديم المساعدة المعرفية للشباب ومنظمات المجتمع المدني الراغبين في خلق مشاريع مدرة للدخل. كما تم تكليفها كذلك بتنظيم ندوة سنوية لتقييم حصيلة المنجزات والوقوف على التعثرات والمعيقات واقتراح الحلول الملائمة لتجاوزها.