عرفت الدورة الثانية لملتقى «مغربيات هنا وهناك» مشاركة حوالي 30 باحثا من الجنسين مغاربة وأجانب متخصصين في مجال الهجرة النسائية وهجرة المرأة المغربية عبر العالم، وأكثر من 100 جمعية مغربية ودولية وحوالي 500 امرأة. كما حضرها وزراء ورجالات الاقتصاد والسياسة، اجتمعوا لجرد مشاكل وإشكالات الهجرة النسائية والوقوف على المعطيات العلمية حول هذا الموضوع وعلى احتياجات وتطلعات وانتظارات المهاجرات واستشراف آفاق مستقبل الهجرة النسائية. تميزت أشغال هذه الدورة بتنظيم ندوة علمية دولية تحت شعار: «تأنيث الهجرة: الديناميات الدولية والخصوصيات المغربية» التي تناولت ثلاثة محاور رئيسية: «هجرة النساء المغربيات: ديناميات وانتظارات»، «ديناميات الهجرة النسائية الدولية: مقاربة مقارنة، «النساء والهجرة: إشكالات مستجدة ووجوه جديدة». وركز النقاش خلالها على أوضاع المهاجرين كالشيخوخة، التقاعد، الشغل، البطالة، الصحة، الزواج المختلط والتمييز العنصري، والفرق بين الأجيال المهاجرة من حيث الكفاءات والأدوار وتطور المساهمات الأجيال الأخيرة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للبلدان المضيفة وتنامي الهجرة النسائية، حيث تمثل النساء في كل من فرنسا، بلجيكاوهولندا حوالي نصف الجالية المغربية، وتصل هذه النسبة في إسبانيا 33%، وفي إيطاليا 30%. وتعزو بعض الدراسات، التي عرضت خلاصاتها خلال الدورة، هذا التطور إلى تحسن وضعية المرأة داخل المجتمع المغربي، وانفتاح سوق الشغل على العالم، وارتفاع الطلب على اليد العاملة الأجنبية، خصوصا في ميادين الخدمات المنزلية والعناية الطبية والسياحة. كما أشارت دراسات أخرى إلى تطور الكفاءات النسائية من جيل إلى جيل. وبموازاة مع هذه الندوة تم فتح ثلاث ورشات كانت فضاء لتبادل الخبرات والتجارب ولخلق الشراكات، حيث تم التعاطي في الورشة الأولى لموضوع «الانخراط في الشأن المدني»، وتناولت الثانية موضوع «الولوج إلى الحقوق ومكافحة الهشاشة»، وتطرقت الثالثة إلى موضوع «الشراكة من أجل التنمية وتعبئة الكفاءات» كما تم استعراض تجارب وخلاصات دراسات وبأبحاث مغربية وأجنبية حول ظاهرة الهجرة النسائية وأوضاع المغربيات بكل من إسبانيا، فرنسا، إيطاليا، هولندا، بلجيكا، بريطانيا، كندا وكذا إفريقيا جنوبي الصحراء ودول الشرق الأوسط، خصوصا دول الخليج، حيث كان موضوع أوضاع النساء المغربيات بدول الخليج مثار اهتمام كل المشاركات والمشاركين، وكذا مشكل الهوية المغربية للمغاربة بإفريقيا جنوبي الصحراء والذين وصلوا الجيل الخامس. كما تم استعراض تجارب البرتغال والمكسيك وتجربة الفيلبينيات بدول الشرق الأوسط. محمد عامر، الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، أكد، بالمناسبة، أن المغرب دخل، خلال السنوات الأخيرة، في مقاربة جديدة لقضايا الهجرة والجالية المغربية بالخارج تأخذ بعين الاعتبار ما يجري من تحولات داخل هذه الجالية، وكذا اختيارات المواطنين بالخارج. وأوضح أن الهدف الأساسي لهذه المقاربة هو مواكبة عمل الجالية واندماجها في بلدان الاستقبال. ثم استعرض بعض المبادرات التي اتخذتها وزارته وتتعلق بتنفيذ بعض ما تم التوصل إليه خلال الملتقى الأول. نزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، أكدت، في كلمتها، أن إشكالية الهجرة النسائية تعتبر من بين الانشغالات الأساسية للحكومة ولبرامج ومهام وزارتها. وأوضحت أن هذه الإشكالية لازالت بعيدة من أن تحتل المكانة التي تليق بها على مستوى البحوث والدراسات والتحاليل، إذ عادة ما يتم تناولها من خلال مقاربات نمطية، في حين أنها ذات أبعاد متعددة ومتنوعة وتهم مهاجرات ذوات وضعيات مختلفة وحاجيات وانتظارات متعددة. وأشارت إلى أن إشكالية حماية الشابات المغربيات المهاجرات، أحيانا، ببطاقة فنانة ضد شبكات الدعارة تشكل، اليوم، موضوع عمل لجنة تقنية بوزارة الداخلية، مديرية الهجرة، من أجل توحيد تدخلات ومجهودات عدة قطاعات وزارية. لطيفة أخرباش، كاتبة الدولة لدى وزير الخارجية والتعاون، أشارت إلى أن الأجندة الدولية تشهد، في الآونة الأخيرة، اهتماما بارزا ومتزايدا بمسألة الهجرة التي أضحت تستقطب اهتمام مختلف الفاعلين اعتبارا إلى كونها متعددة الأبعاد والأوجه، إذ تعد عاملا رئيسيا في التنمية الاقتصادية وحاملا للثقافات والتنوع، بالإضافة لكونها مصدرا لقلق العديد من الدوائر الإقليمية والدولية لارتباطها بمسألة الأمن وحقوق الإنسان. من جهته أكد جمال اغماني أن وزارته ستوافي مجلس الجالية بمجموع اتفاقيات التعاون التي تجمع المغرب بالعديد من الدول في مجال الحماية الاجتماعية والصحية، ثم تطرق لصورة المرأة في الإعلام الغربي وركز على العاملات بحقول التوت باسبانيا، مما استدعى وزارته إلى القيام بزيارة ميدانية ووضع شروط للعمل الموسمي بتنسيق مع إسبانيا لضمان عودة العاملات الموسميات إلى المغرب كان من نتائجها عودة 90% منهن عوض 20% فقط قبل وضع هذه الشروط. كما أشار إلى استفادة هؤلاء العاملات من الضمان الاجتماعي باسبانيا، موضحا أن هناك حوالي 100.000 مصرح به في العالم القروي بعد دخول مدونة الشعل حيز التنفيذ سنة 2004. وأكد أن وزارته عملت وتعمل على التحاور مع بلدان الاستقبال حول تحسين أوضاع المغاربة بالخارج منها كندا، فرنساوهولندا. بنسالم حميش، أكد على دعوة المغربيات إلى اعتماد مبدأ الشراكة والتعاون بين مغاربة الداخل والخارج وبين البلد الأصل والبلد المستضيف. وأكد أنه سيتم تكريم مغاربة الخارج خلال معرض الكتاب في دورته 16 بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج والوزارة الوصية. وبخصوص تسليم بطاقة فنان، أوضح أن هذه القضية تستأثر باهتمام وزارته، مؤكدا: «نحن بالمرصاد لجهات نعرفها بأسمائها وسنحاسبها حسابا عسيرا. تعطي هذه البطاقات مقابل تعويض...». وأعلن أن وزارته ستصدر نصا زجريا بالنسبة لمن سهل إعطاء هذه البطاقات سيكون رادعا لمن تسول له نفسه الإبقاء على هذه الممارسات.