10% من المصابين بداء السل من أصل 26 ألف إصابة جديدة كل سنة، تتوقف عن العلاج خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الأولى، ولا يُعرف عنها بعد ذلك أي خبر، وهو ما يشكل خطراً حقيقياً على المواطنين في مختلف أنحاء المغرب. مسؤول بمعهد باستور بالبيضاء أوضح لنا في هذا الإطار، أن مدة العلاج الضرورية تقدر ب 6 أشهر، وأن عدم مواصلة العلاج، يعني منح الميكروب الحاضن للمرض كل الظروف اللازمة للتطور نحو ما هو سلبي وفتاك، مشيراً إلى أن الخطير في هذه المرحلة هو أن الميكروب يُصبح مقاوماً للدواء، ويتحول جراء ذلك المصاب بالمريض إلى عدوى متنقلة تصيب مواطنين هنا وهناك. وكشفت ذات المصادر أن نسبة علاج المرض في إطار البرنامج الوطني لمحاربة داء السل التي شهدت إلى عهد قريب تطويراً جد إيجابي، بدأت تعرف نوعاً من التراجع بعد أن أوكلت عملية تدبير وإعمال البرنامج في العديد من مناحيه الأساسية (باستثناء البيضاء) للمعهد الوطني لحفظ الصحة بالرباط.. وكانت المصلحة الخاصة بمرض السل بمعهد باستور توقفت عن الاشتغال تقريباً منذ شهرين لعدم تزويدها بوسائل العمل المختبري من قبل المعهد الوطني الصحة بالرغم من رسالة مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة (نتوفر على نسخة منها) إلى مديرة المعهد الوطني للصحة.. مصادر أخرى أفادت أن وتيرة العلاج التي تتراوح بين 2 و 3% لن تسهم في القضاء على المرض في الأفق المنظور، حسبما تتصوره المنظمة العالمية للصحة، مؤكدة أن تحقيق هذا الهدف يستدعي النهوض بهذه النسبة إلى 14 أو 15% في السنة، وهو الأمر الذي يتعذر الآن في ظل طريقة تدبير البرنامج من طرف المعهد الوطني للصحة، وكيفية التعاطي في العديد من الحالات مع المرضى.. وذكرت أن مريضاً واحداً من الذين قد يصابون بالتذمر نتيجة طريقة التعامل، وهو التذمر الذي يفضي به إلى التوقف عن العلاج، قد يصيب 10 مواطنين أو أكثر، وهو ما يشكل كارثة صحية.