سوف يثير عنوان هذا المقال، لامحالة، تساؤلا لدى القارئ حول علاقة كوبا بحوادث السير في هذا الوطن. سنرجئ الأمر إلى حين؛ هذا ليس من باب التشويق ولكن حتى يتسنى لنا أن نتحدث قليلا عن بعض الأحداث السياسية التي تبدو جديرة بالاهتمام. تابعنا يوم الثلاثاء 2009/12/08 برنامج حوار لمعده السيد مصطفى العلوي والذي استضاف فيه وزير التشغيل جمال اغماني؛ ملاحظاتنا ستكون سريعة. يختار السيد مصطفى العلوي بعض العاملين في ميدان الصحافة الذين يسيؤون إلى مثل تلك الحوارات وتكون النتيجة خلق نوع من التوتر لدى المتتبع وهو يلاحظ هذا الفقر في جهل التاريخ لدى من أوكلت إليهم مهمة تنوير الرأي العام من موقع السلطة الرابعة. بدا ذلك واضحا من خلال كل تدخلات السيد الذي مثل صحيفة الشاهد السياسي. وبالواضح، فإن الرجل في أول خرجة له جاء ليقول إن حزب الأصالة والمعاصرة هو أول حزب بادر للدفاع عن القضية الوطنية بعد حدث اميناتو حيدار. سننور هذا الرجل باسترجاع سريع لتطورات القضية الوطنية: 1 - على صاحبنا أن يراجع تاريخ المقاومة، وتكفلها بتحرير الصحراء المغربية لولا مؤامرة إيكوفيون وخيرة المقاومين الذي تحملوا هذه المسؤولية هم من أسسوا الاتحاد. 2 - إن أول من أحبط مؤامرة الجزائر التي كانت تستغل الضعف السياسي للنظام المغربي هو الاتحاد الاشتراكي. ونحيل صاحبنا على بيان اللجنة المركزية سنة 1975، وهو بيان صدر باللغة العربية والفرنسية على صفحات جريدة المحرر. وقد كتبه الشهيد عمر بن جلون ومضمونه أن الاتحاد يرفض الابتزاز الجزائري للنظام المغربي. والنتيجة هي قيام الجزائر يخلق اتحادها. 3 - سنذكر صاحبنا -ومن خلاله من يحاولون محو ذاكرتنا- بأن الاتحاد سنة 1981 هو من وقف ضد قرار قبول الاستفتاء. واعتقلت قيادته السياسية وعلى رأسها المرحوم عبد الرحيم بوعبيد. والخلاصة إن الوطنية ليست حكرا على أحد، ولن ينفع هذا الوطن خلق تاريخ جديد ولو تم الاعتماد على بعض اأسماء التي استعملت في الديكور السياسي الجديد الذي عبر عنه ممثل الشاهد السياسي وللعنوان معنى سيدركه الراسخون في العلم. الملاحظة الثانية، وهذه موجهة إلى كل الاتحاديين، يتعلق الأمر بالسيد جمال اغماني وزير التشغيل، حين تم اقتراحه من طرف محمد اليازغي لم يتقبل كثيرون ذلك القرار، تفسير ذلك أن نخبة الحزب لم تنتقل إلى الجيل الرابع والسيد جمال اغماني ينتمي إلى ذلك الجيل. برنامج حوار ليوم الثلاثاء كان رسالة واضحة للاتحاد مفادها أن الجيل الرابع قادر على تحمل مسؤولية هذه البلاد وحتى يفهمنا القارئ جيدا حينما نتحدث عن الجيل الرابع سنوضح الأمر. المهدي بن بركة، عبد الرحمن اليوسفي، عبد الرحيم بوعبيد، الفقيه البصري، عبد اللطيف بن جلون وغيرهم... ينتمون إلى الجيل الأول للاتحاد. فتح الله ولعلو، الحبيب المالكي، أحمد الحليمي، محمد الحلوي وغيرهم... ينتمون إلى الجيل الثاني. لشكر ادريس، العربي الجعيدي، طارق القباج، عبد الهادي خيرات وغيرهم... ينتمون إلى الجيل الثالث. قوة الاتحاد المختزئة تتمثل في استمرار الرسالة التي يتحملها، حاليا، الجيل الرابع وكذلك الجيل الخامس، ممثلا، في حسن طارق وباجو حميد وعلى بوعبيد هل الدولة أقدر على الاستثمار في إمكانيات أجيالنا؟ نحن في كوبا سنة 1978، المناسبة المؤتمر العالمي للشباب الديمقراطي، رحلة إلى هافانا على متن طائرة روسية Airflot، حطت الطائرة في الساعة السابعة والنصف في مطار محمد الخامس. وكان من ركابها الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وكذلك زعيم الحزب الشيوعي الشيلي. نخبة من الشباب المغربي تمثل أربع منظمات شبابية، سنذكرها على التوالي، الشبيبة العاملة التابعة للاتحاد المغربي للشغل الشبيبية الاتحادية، شبيبة حزب الاستقلال وشبيبة حزب التقدم والاشتراكية. الوفد كله يتكون من 48 شابا سيكون لهم شأن سياسي في هذا الوطن سنذكر بعض الأسماء التي أصبحت متداولة في المشهد السياسي، عن الشبيبة العاملة، بهيج وحسن بن عدي، عن الشبيبة الاتحادية عبد الهادي خيرات وموح المباركي، عن شبيبة حزب الاستقلال محمد الوفا والمجدوبي. وأخيرا عن شبيبة التقدم والاشتراكية خالد الناصري الوزير الحالي. في هافانا صيف 1978، كانت كل الإمكانيات موضوعة تحت تصرف البوليزاريو، استطعنا خلق الحدث ودافعنا عن وطنيتنا بالشجاعة والجرأة التي يتطلبها الموقف، أنت فى التخندق السياسي وكان الوطن أكبر من كل شيء. مرافقتي الكوبية، والتي تتكلم العربية، قادتني في أحياء هافانا، في دروبها وأزقتها... لاحظت مواطنين كوبيين يرتدون أزياء شبيهة بأزياء رجال الأمن، سألتها من يكون هؤلاء، أجابت إنهم مواطنون انتهوا من عملهم وبعد أن أخذوا استراحتهم يقومون بتنظيم حركة السير! درس بليغ!...