أحمد مركوش وأحمد بعدود، وجهان سياسيان خلقا الحدث في أمستردام بداية الأسبوع الحالي بسبب المنافسة الشديدة بينهما للحصول على قيادة حزب العمل في بلدية سلوترفات، حيث تطلب الأمر تجاوز الدور الأول، والدور الثاني ثم إجراء دور ثالث فاصل كان الحسم فيه لصالح بعدود بفارق ضئيل لم يتجاوز سبعة أصوات. وكان مركوش هو الاسم المرشح للفوز، نظرا لسجله السياسي الحافل وحنكته في معالجة العديد من المواضيع الشائكة، سيما أنه ترأس بلدية سلوترفات لعدة سنوات، غير أن البعض عزا تراجع شعبيته مقارنة مع ما كان عليه الأمر في السابق إلى مجموعة من المواقف التي عبر عنها بشكل صريح ضايق الكثيرين من ساكنة البلدية، التي تتشكل غالبيتها من مهاجرين منحدرين من أصول مغربية، حيث قرر فتح نقاش حول مسألة المثلية الجنسية، بل واستقدم مسيرة للمثليين للاستعراض بالأحياء التابعة للبلدية ليثبت دعمه لهم، الأمر الذي خلق رجة حتى داخل حزب العمل، حيث هدد زميلان له داخل الحزب بالانسحاب إن هو أصر على نفس الموقف. كما أن سكان المنطقة المنحدرين من أصول مغربية احتجوا على تصريحاته التي حمل فيها الأسرة مسؤولية انحراف الأبناء، وهو الموقف الذي لم يتوقعه منه أفراد الجالية. ومن جهة أخرى يرى فيه بعض الهولنديين وجها من أوجه التشدد الإسلامي عندما قال بضرورة تمكين أطفال المهاجرين المسلمين من أصول التربية الإسلامية خلال سنوات دراستهم الأولى. وعلى الضفة الأخرى يقف أحمد بعدود المنتشي بفوزه، رغم أنه لم يكن معروفا قبل أن يقرر منافسة مركوش على قيادة الحزب في بلدية سلوترفات. مساره السياسي غير متميز، على عكس مساره المهني الذي ارتقى فيه الدرجات في صفوف شركة «نيسان» التي ظل يشتغل لحسابها منذ خمسة عشر عاما. يقول معبرا مواقفه السياسية خلال هذه المنافسة الانتخابية إنه يركز على «99% من المواطنين الذين يقومون بدورهم على ما يرام داخل المجتمع». يقول أيضا متحدثا عن ممارسته للإسلام: «أنا أمارس شعائر الدين الإسلامي، لكنني أجعل من الأمر شأنا شخصيا». ويرى الهولنديون أن اختيار حزب العمل بعدود لقيادته في بلدية سلوترفات، إنما يعبر عن رغبة في تجاوز كل ما من شأنه أن يخلق المواجهة داخل صفوف الحزب أو بين ممثلي الحزب وساكنة المنطقة.