من العبر النيرة في مدونة الأمثال الشعبية المغربية مقولة »اللي كايحسب لوحدو كايشيط ليه!« لست أدري لماذا تبادرت الى ذهني هذه الأمثولة الغنية بالعبر وحصافة الرأي مباشرة منذ أن أعلن رئيس الجامعة عقد لقاء مع رؤساء الأندية الكبرى، ليعرض عليهم أرضية الانطلاق نحو آفاق أخرى بعيداً عن الواقع الراهن، والذي أكد وفاة كرة القدم الوطنية بالنتائج المذلة التي »حصدها« المنتخب الوطني. فمنذ أن ألقى السيد الرئيس خطابه في الجمع العام الذي اختاره رئيساً بدون منافس، وهو يطفح بالأفكار والإيحاءات المقصودة والمشفرة ليؤثت هامش الزمان الضيق المحدد لمعرفة مآل النخبة ويعالج ما يمكن معالجته في قمة الهرم الكروي، أملا في الحصول على شيء ملموس وإيجابي يعطينا أحقية الحضور ضمن النخب المؤهلة لكأسي العالم وافريقيا... منذ ذلك الحين إلى الآن، كثرت التخريجات والمشاريع الظاهر منها والباطن تتلمس منافذ للتنفس والخروج من شباك الأزمة ومضاعفاتها واستشراف آفاق زمان آخر لا موطىء قدم فيه للتجارب السابقة، بيد أن هذه الأفكار والمشاريع أخذت تتناسل يوماً عن يوم بسرعة تجعل إدراكها والاقتناع بها غير متيسرين للعموم وللمجتمع الكروي، خاصة والرياضي بصفة عامة في مناخ متغيرات كبرى تطال قانون التربية البدنية والرياضة، الأمر الذي يؤكد لا توافق العارض والمتلقي مما يحتم مسلكية الإنصات إبان العرض، والتشاور إبان الاقتراح، والتريث إبان الإنجاز، طالما أن الإشكال يتعلق بتغييرات عمودية وأفقية وعميقة، وهي تغييرات جاءت لتخلخل ترسانة النظم والقوانين، ومن ثم العقليات والعادات والتقاليد المتعلقة بالممارسة الرياضية في مشمول المدن والقرى والصحاري والسواحل المغربية. هذه الرؤية هي التي استخلصها ولاشك جل الفاعلين المباشرين وهي رؤيا معقولة في عمقها الديمقراطي، إذ أن زمن الإسقاطات والاستفراد بالرأي ومن ثم بالقرار قد ولى، لأنه أبان عن عجزه عن مواكبة التطورات الاقليمية والقارية والدولية، وانحصاره وتقوقعه في الذات، أي في الداخل. هذه الرؤية، كنا أيضاً، نتوقع سيادتها في »خرجة« السيد وزير الشباب والرياضة في حلقة »تيارات«، لكنها زاغت نحو عوالم وقناعات أخرى وكأن منصات انطلاقها معبدة وغاية في السهولة...