(إعداد: نعمان العبيدي) زاوية أحنصال – قرر مجموعة من شباب مدينة بني ملال من مشارب مختلفة، مهندسون ومصرفيون ورياضيون، احتفالا بتخفيف الحجر الصحي الذي طال لأزيد من ثلاثة أشهر بسبب انتشار وباء كوفيد-19، تسلق جبل الكنيسة والذي يعرف محليا بالكاتدرائية القمة الواقعة بزاوية أحنصال والتي ترتفع 1872 متر فوق مستوى سطح البحر. من بين هؤلاء الشباب معاد، متسلق جبال وعاشق للاسغوار، سفيان وأمين، مصرفيان وطارق مدرب رياضي، طال انتظارهم لاستئناف أنشطتهم الترفيهية المفضلة بجبال الأطلس المتوسط بسبب جائحة كورونا التي أثرت بشدة على السياحة الجبلية بالمنطقة ومختلف الأنشطة الرياضية التي دأب على ممارستها عشاق المشي وتسلق الجبال والاستغوار. وجبل الكنيسة أو الكاتيدرائية هو جبل إمسفران الواقع بمنطقة إيمينوارك الجبلية الأخاذة وهو معروف باسم كاتيدرائية تامكة لكون هيكله الصخري شبيه بالهيكل المعماري لكنيسة من القرون الوسطى. ويقع هذا الجبل الصخري على بعد 15 كيلومترا من قرية تيلوجيت، على مقربة من زاوية أحنصال المنطقة الخلابة بغابات الصنوبر والوديان والمجاري المائية التي تشكل روافد هامة لتغذية وادي العبيد وسد بين الويدان وما تتخللها من فجاج مزهرة وتلال مخضرة تجلعها مثابة لمتسلقي الجبال وعشاق التنزه والمشي في أحضان طبيعة العذراء. اقرأ أيضا: الإعلان عن الفائزين في مسابقة "أشعار وأوتار من داخل الدار" ولفترة طويلة، كان جبل الكنيسة بالنسبة لسكان بلدة زاوية أحنصال، الصخرة التي تحميهم من حرارة الصيف الخانقة وتقيهم رياح الشتاء المتجمدة. وربما بكون هذا الجبل سبب وجودهم في المنطقة ورمز ثروتهم حسب ما يقول حسن، صاحب أحد منازل الإيواء الجبلي بالمنطقة. بدأت مجموعة الشباب متسلقو الجبال رحلتها بعد شهور من الحجر الصحي باحترام كامل لتدابير الوقاية والتباعد الاجتماعي، من لبس القفازات والكمامات وملاحظة متر ونصف من مسافة التباعد، مع حرص كل فرد من المجموعة على حمل مؤونته على ظهره دون إمكانية لتبادل أو تشارك المتاع، فيما بدأت الرحلة أصعب من المتوقع نظرا للحالة البدنية للمتسلقين نتيجة الحجر الصحي ولظروف المناخ القاسية خصوصا ارتفاع درجات الحرارة والجو الجاف. وعلى الرغم من ذلك، فقد عقدت المجموعة العزم على الصعود إلى قمة جبل إمسفران وهو ما تحقق بالفعل مخلفا ارتياحا، وشعورا بالنشوة والفرح. وبالنسبة لهؤلاء فإن تخفيف الحجر الصحي فرصة للرجوع لرياضاتهم المفضلة التي افتقدوها لزمن، وهي المشي لمسافات طويلة، وسط فضاء جغرافي متباين ومتشعب بهدف الترويح عن النفس والبحث عن فرصة للهدوء والسكينة بعيدا عن ضجيج المدينة. وغير بعيد من هناك في بحيرة بن الويدان الوجهة السياحية الجذابة في الأطلس المتوسط التقى نهاية الأسبوع الماضي عشاق الرياضات المائية لأول مرة بعد ثلاثة أشهر من الحجر الصحي وذلك لاستئناف أنشطتهم المفضلة. وتقاطر على البحيرة العديد من عشاق رياضات سباق القوارب والتجديف، وغيرهم من الباحثين عن رياضات التشويق مثل التزحلق على الماء والدراجات المائية. وتعد بحيرة بن الويدان بفعل مياهها الزرقاء الناصعة والهادئة وجهة سياحية بامتياز لجميع محبي الرياضات المائية، علاوة على الأسر القادمة من كل من بين ملال وأزيلال لقضاء لحظات ممتعة في أجوآء من الهدوء والسكينة في أحضان طبيعة الأطلس المتوسط الخلابة. اقرأ أيضا: كوفيد 19 : شفاء 443 شخصا من بين 971 حالة مؤكدة بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة وتقع بحيرة بين الويدان، في قلب إقليمأزيلال بين واد العبيد وأسيف أحنصال، على ارتفاع أكثر من 800 متر فوق مستوى سطح البحر، وتغطي حوالي 4000 هكتار. وتتمتع البحيرة التي تجمع بين المناظر الطبيعية الرائعة والتنوع البيولوجي، بموارد زراعية وفيرة وثروة سمكية كبيرة، بالإضافة إلى مئات الأصناف من النباتات والحيوانات. ويعتبر الجمال النادر والمناظر الطبيعية الخلابة، بالإضافة إلى الأصناف الهائلة من الأسماك، من بين خصائص هذه الجوهرة البيئية المثالية للتخييم، ولمحبي الصيد بالبحيرة أو النهر.