رحل إلى درا البقاء أحد الناجين من المعتقل السيء الذكر تازمامرت،محمد الرايس،بعد مرض طويل،حيث كان يعالج بالمستشفى العسكري،دون أن يلتفت إليه،حسب ما نشرته إحدة الصحف الوطنية،نقلا عن زوجته،المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان. و قضى الرايس 18 سنة في جحر تازمامرت،و هو معتقل سري،خصصه النظام المغربي أيام الراحل الحسن الثاني،للمشاركين في الانقلاب العسكري الفاشل ضد الملك نفسه بقيادة مشتركة بين مجموعة من مسؤولي الجيش المغربي،و على رأسهم كل من الجنرال المدبوح و الكولونيل اعبابو. وكان أول زعيم سياسي تجرأ للحديث عن هذا المعتقل في البرلمان المغربي القيادي اليساري اسعيد آيت إيدر،في حين ظل النظام ينفي وجود أي سجن على ترابه من هذا قبيل،في الوقت الذي كان فيه مجموعة من الشباب من أطر الجيش المغربي يصارعون الوحدة و العزلة،في ظروف اعتقال غير إنسانية،و خارج كل ضوابط العقوبات الحبسية،مما أدى بالكثير منهم سواء إلى الهلاك نتيجة الإصابة بأمراض محتلفة أو الجنون. و اشتنشق الرايس و قلة من زملائه المتبقين على قيد الحياة هواء الحرية،بعد الانفراج السياسي الذي دخله المغرب،جراء ضغوطات داخلية و خارجية،وسعت الدولة بموجبه إلى ما سمي "بطي صفحة الماضي" بتعوبض هؤلاء ماديا،و محاولة إعادى إدماجهم في المجتمع. و عرف محمد الرايس خلال مرحلة ما بعد الاعتقال بمذكراته حول السنين الأليمة التي عاشها إلى جانب زملائه في حفرة تازمامرت،نشرت بأكملها على صفحات جريدة الاتحاد الاشتراكي،بترجمة أنيقة للشاعر و الصحافي الزميل ع الحميد اجماهري،تحت عنوان "تذكرة ذهاب و إياب إلى الجحيم"،و يشكل هذا العمل قيمة مضافة في تاريخ المغرب الحديث سياسيا و أدبيا.