أكد البروفسور بوزيد عداد رئيس مصلحة التوليد وطب النساء بمستشفى مصطفى باشا، في الجزائر، عن المخاطر الصحية التي أصبحت تتعرض لها بعض النساء نتيجة الاستهلاك العشوائي لحبوب منع الحمل وحسب البروفسور عداد، الذي كان يتحدث للشروق الجزائرية، فإن مصلحته استقبلت حالات من النساء أصيبن بالعقم نتيجة تناول الحبوب دون استشارة الطبيب، كما سجلت حالات مرضية أخرى تعود لنفس الأسباب منها حالات الإصابة بالسرطان، وحذر ذات الطبيب المختص، المقبلات على الزواج اللواتي يتناولن الحبوب قبل الحمل الأول لتنظيم العادة الشهرية، خاصة منهن المتقدمات في السن لخطورة الإصابة بالعقم. وقال البروفسور عداد، إن الكثير من النساء استعملن حبوب منع الحمل لفترة طويلة دون انقطاع فأصبن بالعقم. وفي السياق ذاته، أشار، البروفسور فريد بن عيبوش، نائب المدير العام لجمعية الأطباء الخواص في طب النساء، إلى عواقب حبوب الإنقاص من الحمل التي تستعملها الفتيات دون استشارة المختصين، وهي حبوب أشد خطرا من الحبوب العادية الأخرى كونها تستعمل لمنع الحمل بعد العلاقة مباشرة، وأكد أن مصالح التوليد تستقبل عدة حالات لشابات وقعن في الحمل الخطأ لجهلهن استعمال حبوب منع الحمل. وفي زيارة استطلاعية قادت "الشروق" لبعض المختصين في التوليد، كشفوا لنا عن حالات الوقوع في الحمل الخطأ بطلاتها فتيات مراهقات كانت نتيجة في مجملها لسوء استعمال أدوية منع الحمل، وحذر هؤلاء من تسويق هذه الحبوب بدون وصفات طبية صادرة من المختصين، مطالبين في السياق ذاته بفرض رقابة على الصيادلة لتنظيم بيع الدواء بما فيه حبوب منع الحمل، التي تلزم تحاليل للدم وفحص صحي للمرأة. هذا، وتعتبر موانع الحمل أدوية مستوردة من الخارج حيث نفتقر الجزائر لصناعات مثل هذه الحبوب الحساسة، فقد بلغ الغلاف المالي لاستيراد الأدوية الهرمونية التي تدخل في إطارها حبوب منع الحمل، خلال الخماسي الأول من السنة الجارية حسب معطيات مركز الإعلام الآلي والإحصاء، أكثر من 22 مليار سنتيم وبوزن 147 طن، وخلال 2008 وصل ثمن استيراد هذه الأدوية، إلى أكثر من 184 مليار سنتيم، بينما كلف استيراد الواقي خلال الخمس أشهر الفارطة، 6.4 مليار سنتيم لكمية 71 طنا و6.2 مليار سنتيم خلال الخماسي الأخير من 2008 ، من دول تايلندا، ألمانيا، بلجيكا واسبانيا، وقد شرعت الجزائر هذه السنة في استيراد مادة لصنع حبوب منع الحمل بالجزائر، وبكمية 3 كلغ، وتوجد شركة وحيدة تعمل مع صيدال لصنع هذه الحبوب.